وتأتي حتى بمعنى كيْ ، إذا كان ما قبلها علةً لما بعدها ، نحو : أسلم حتى تدخلَ الجنة . أما إذا كان ما بعدها غير مسبب عما قبلها بنحوٍ ما ، فيُرفع ولا ينصب ، كقولك : سرتُ حتى تطلعُ الشمس ، لأنه لا سببية بينهما . وتأتي حتى بمعنى إلى ، إذا كان ما بعدها غاية لما قبلها ، كقوله تعالى : لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى . والنصب في هذه المواضع وشبهها بأن مضمرة بعد حتى ، وقال الكوفيون بحتى نفسها ، ورد ذلك ابن هشام بأنها تعمل في الأسماء كقوله تعالى : حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ . وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ . ولا يوجد في العربية عاملٌ يعمل تارةً في الأفعال وتارةً في الأسماء . وكلامه استبعادٌ لا أكثر . ج . بعد أو التي بمعنى إلى أو إلا ، كقولك لألزمنك أو تقضيَني حقي ، أي إلى أن تقضيني حقي . وقال الشاعر : < شعر > لأستسهلنَّ الصعبَ أو أدركَ المنى * فما انقادتِ الآمالُ إلا لصابر < / شعر > وقولك : لأحبسنك أو تعطيَ الحق لصاحبه ، وقول الشاعر : < شعر > وكنت إذا غمزتُ قناةَ قومٍ * كسرتُ كُعوبَها أو تستقيما < / شعر > أي إلا أن تستقيم فلا أكسر كعوبها ، لأن الإستقامة لا تكون غاية للكسر . د . بعد فاء السببية المسبوقة بنفي محض ، كقوله تعالى : لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ، وقولك : ما تأتينا فتحدثَنا .