وروى ابن عطية ( 4 / 335 ) في تفسير قوله تعالى : وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه ، عن ابن عباس والربيع بن خيثم : المعنى وهو هين . راجع : شرح ابن عقيل : 2 / 182 . لهذا ، نقول إن الصحيح أن التفضيل يدل على المشاركة وزيادة غالباً ، لا دائماً . لأفعل التفضيل أربع استعمالات 1 . ففي الحالة الأولى يستعمل مفرداً مذكراً بعده مِن ، كقولك : زيد أفضل من عمرو . وكذا الزيدان ، والزيدون ، وهند ، والهندان ، والهندات في كلها بصيغة المفرد . قال الله تعالى : إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا . وقال تعالى : قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ . . . 2 . يستعمل مضافاً إلى نكرة ، تقول : زيد أفضل رجل ، وكذا الزيدان ، والزيدون ، وهند ، والهندان ، والهندات . . وأفضل في كلها مفرد . 3 . يستعمل مطابقاً لموصوفه ، وذلك إذا كان مع أل ، نحو : زيد الأفضل والزيدان الأفضلان ، والزيدون الأفضلون ، وهند الفضلى ، والهندان الفضليان ، والهندات الفضليات أو الفضَّل . 4 . وإذا كان مضافاً لمعرفة فتجوز المطابقة وعدمها ، تقول : الزيدان أفضل القوم ، ويجوز : أفضلا القوم . وكذا الباقي ، قال الله تعالى : وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ، فأفرد التفضيل . وقال تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا ، فطابقه مع الجمع .