التفضيل يَرفع ولا يَنْصِب اتفق النحاة على أن اسم التفضيل يرفع الضمير المستتر ، تقول : زيد أفضلُ من عمرو ، ففاعل أفضل ضمير مستتر فيه يعود على زيد . وشذ رفع الظاهر به كقولك : مررت برجلٍ أفضلَ منه أبوهُ ، فأفضل صفة لرجل وأبوه فاعل ، والأصح جعل أفضل خبراً مقدماً . وأوجب أكثرهم الرفع في مسألة الكحل ، وهي تفضيل الشئ على نفسه باعتبارين أو في حالتين ، كقولهم : ما رأيت رجلاً أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد ، وقول الشاعر : < شعر > ما رأيت امرءً أحب إليه البذ * لُ منه إليك يا ابن سنان < / شعر > وكذا لو تقدمه استفهام ، كقولك : هل رأيت رجلاً أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد ؟ أو نهيٌ كقولك : لا يكن أحدٌ أحب إليه الخير منه إليك . كما اتفق النحاة على أن اسم التفضيل لا ينصب مفعولاً ، ولهذا قالوا في قوله تعالى : إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ ، إن مَنْ ليست منصوبة بأعلم ، بل بفعل محذوف يدل عليه أعلم ، أي : يعلم من يضل . ونُنبه هنا إلى أن ابن هشام انفرد بالإستشهاد بهذا البيت ، وليس فيه تفضيل الشئ على نفسه باعتبارين ، وليته استشهد ببيت سيبويه في مؤلفه القيِّم : الكتاب : 2 / 32 : < شعر > مَرَرتُ على وادي السِّباعِ ولا أَرى * كوادي السِّباع حين يُظْلِمُ وادِيا < / شعر >