ثم وجد ابن هشام أنها تستعمل غير مضافة لكنها منصوبة على الظرفية كما تقدم ، لذا زاد شرطاً هو حذف المضاف ونية معناه ، فقال : « الحالة الرابعة : أن يُحذف المضاف إليه ويُنوى معناه دون لفظه ، فيبنيان حينئذ على الضم ، كقراءة السبعة : للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ » . لكنَّ قبلُ وبعدُ تتضمنان بذاتهما الإضافة إلى زمن ، فلا يصح فيهما نية المضاف دون معناه ، إلا بمعنى عدم تحديد الزمن المضاف إليه ، كما ذكرنا . تركيب كلام العرب الكلام هو الجملة المفيدة ، أي التي يصح الاكتفاء بها ، نحو : قام زيد . ولا يشترط أن يكون منطوقاً ، فالمكتوب كلامٌ أيضاً . وقد يتألف من اسمين كزيدٌ قائم ، أو فعل واسم كقام زيد ، أو من جملتين أو من فعل وإسمين ، أو من فعل وثلاثة أسماء ، أو من فعل وأربعة أسماء . أما ائتلافه من اسمين ، فله أربع صور : إحداها : أن يكونا مبتدأ وخبراً نحو : زيد قائم . والثانية : أن يكونا مبتدأ وفاعلاً سد مسد الخبر ، نحو : أقائمٌ الزيدان . وإنما جاز ذلك لأنه في قوة قولك : أيقوم الزيدان ، وذلك كلام تامٌّ لا حاجة له إلى شئ ، فكذلك هذا .