responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 457


الكريم كقوله تعالى وقد أراد أن يحذر من الاغترار بالنعم كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين وكقوله سبحانه وتعالى وقد أراد أن يبين عن الوعد إن المتقين في مقام أمين وكقوله سبحانه وقد أراد أن يبين عن الوعيد إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين وكقوله تعالى في الاحتجاج القاطع للخصم وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم وكقوله تعالى وقد أراد أن يبين عن العدل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وأمثال هذا الباب كثيرة لمن يتتبعها في القرآن ومما جاء من ذلك في الشعر قول أبي العتاهية يضطرب الخوف والرجاء إذا * حرك موسى القضيب أو فكرا وكقول الآخر له لحظات في خفايا سريرة * إذا كرها فيها عتاب ونائل فإن هذين الشاعرين أرادا مدح هذين الممدوحين بالخلافة ووصفهما بالقدرة المطلقة وعظم المهابة بعد الله سبحانه وتعالى فإذا نظر أحدهما نظرة أو حرك القضيب مرة أو أطرق مفكرا اضطرب الخوف والرجاء في قلوب الناس فأبانا عن هذه المعاني بأحسن إبانة وبيت الشيخ صفي الدين رحمه الله تعالى وعدتني في منامي ما وثقت به * مع التقاضي بمدح فيك منتظم والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين قوله حسن البيان بحمد الله بين لي * هدي النبي الرضي الواضح اللقم وبيت بديعيتي قلت قبله في السهولة يا رب سهل طريقي في زيارته * من قبل أن تعتريني شدة الهرم وقلت بعده في حسن البيان حتى يبث بديعي في محاسنه * حسن البيان وأشدو في حجازهم ( ذكر الإدماج ) قد عز إدماج شوقي والدموع لها * على بهار خدودي صبغة العنم هذا النوع أعني الإدماج هو أن يدمج المتكلم غرضا له في ضمن معنى قد نحاه من جملة المعاني ليوهم السامع أنه لم يقصده وإنما عرض في كلامه لتتمة معناه الذي قصده كقول عبد الله بن عبيد الله لعبد الله بن سليمان بن وهب حين وزر للمعتمد وكان ابن عبيد الله قد اختلت حاله فكتب لابن سليمان أبى دهرنا إسعافنا في نفوسنا * وأسعفنا في من نحب ونكرم فقلت له نعماك فيهم أتمها * ودع أمرنا إن المهم المقدم فأدمج شكوى الزمان وشرح ما هو عليه من الاختلال في ضمن التهنئة وتلطف في التلويح ورقق التخيل لبلوغ الغرض مع صيانة نفسه عن التصريح بالسؤال لا جرم أن ابن سليمان فطن لذلك ووصله واستعمله ومن لطيف الإدماج قول ابن نباتة السعدي ولا بد لي من جهلة في وصاله * فهل من حليم أودع الحلم عنده ابن نباتة أدمج الفخر في الغزل فإنه جعل حلمه لا يفارقه البتة ولا يرغب عنه بنفسه جملة وإنما عزم على أن يودعه إذ كان لا بد له من وصل هذا المحبوب لأن الودائع تستعاد ثم استفهم عن الخل الصالح الذي يصلح لهذه الوداعة استفهاما إنكاريا فيكون مفهوم الخطاب بقيا حلمه لعدم من يصلح للوداعة ثم ادمج في ضمن الفخر الذي أدمجه في الغزل شكوى الزمان لقلة الأخوان بحيث أنه لم يبق منهم من يصلح لهذا الشان ومنه قول ابن المعتز في وصف الخيري قد نقض العاشقون ما صنع الدهر * بألوانهم على ورقه قصد وصف الخيري بالصفرة وأدمج فيه وصف ألوان العشاق وبيت الحلي في الإدماج قوله

457

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست