responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 428


عن مولانا السلطان الملك المؤيد سقى الله عهده عن مثال كريم ورد من قرى يوسف صاحب العراقين وهو أعز الله أنصار المقر الكريم العالي الجمالي اليوسفي لا زالت زوراء العراق في أيامه القويمة مستقيمة الجانبين وحلتها الفيحاء عالية المنار وشمل الدين بها مجتمعا في الجامعين وعراق العرب والعجم بارزين من محاسنه اليوسفية في حلتين فلامية العرب تقول ولولا اجتناب الذم لم يلف مشرب * يعاش به إلا لدي ومأكل ولامية العجم تقول حلو الفكاهة مر الجد قد مزجت * بشدة البأس منه رقة الغزل فأكرم بهما لامين دارا على وجنات الطروس لكمال المحاسن اليوسفية وفتحت لها الميمات أفواه الشكر لأنها من الأحرف المؤيدية أصدرناها إلى المقر وسواجعها تغرد بالثناء بين أوراقها وألسن الأقلام قد أودعت صدور طروسها سر أشواقنا عند انطلاقها فإنها الصدور التي تعرب من نفثاتها عن ضمائر الأشواق وإذا أطلقت من فض الختم خففت أجنحتها بذلك الثناء على الإطلاق ونبدي لكريم علمه ورود البشير بالقرب اليوسفي وقد حل بالأسماع قبل رؤيته تشنف وهبت نسمات قبوله فأطفأت ما في القلوب من التلهف وضاع نشرها اليوسفي فقال شوقنا اليعقوبي إني لأجد ريح يوسف وتأملنا كريم مثاله فوجدناه قد مد أطناب المحبة وخيم على معاني المودة وحام عليه صادي الأشواق فوجده منها قد أعذب الله في مناهل الصفاء ورده وأومض البرق في الظلمات من رقم سطوره فما شككنا أنه نظم برده فهو مثال يوسفي ولكن ظهر السر الداودي من فصل خطابه وصدقنا رسوله لما جاءنا بكريم كتابه والتفتت من كناس سطوره أرام الإيناس فاقتنصنا منها ما هو عن العين شارد وألفت القلوب على الولاء فضربت الأعداء من جماد الجسد في حديد بارد وأمست الدجلة والنيل لامتزاجهما بسلاف المحبة كالماء الراكد وهذه ألفة خولتنا في نعم الله وزمام الأخوة منقاد إلينا وقد تعين على المقر أن يقول أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا وسرتنا الإشارة الكريمة بالتمكين من أرض الأعداء ومطابقة الطول بالعرض وعلمنا أن هذا الاسم الكريم قد شملته العناية قديما بقوله تعالى وكذلك مكنا ليوسف في الأرض وأما قرا عثمان فمقل سيوفنا ما غمضت عنه في أجفانها وأنامل أسنتنا ما ذكرت نوبته إلا شرعت في جس عيدانها وجوارح سهامنا ما برحت تنفض ريش أجنحتها للطيران إليه وإن كان معنى سافلا فلا بد لأجل الغرض اليوسفي أن نخيم عليه وننزل سلطان قهرنا بأرضه ونغرس فيها عوامل المران وإن كانت من الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان ولم يهمل إلا لاشتغال الدولتين بالدخول في تطهير الأرض من الخوارج وإيقاع الضرب الداخل بعد جس العيدان في كل خارج وقد ان سله لئلا يكون بين المحب والمحبوب رقيبا ولا بد أن يجانسه العكس ويرى ذلك قريبا ويدهمه من أبي النصر أبناء حرب شرف في أنساب الوقائع جدهم ورد الجموع الصحيحة إلى التكسير فردهم وإذا كثرت الخدود وتوردت بالدماء غردت بورق الحديد الأخضر مردهم وذا امتدوا إلى أمد تلالهم حصنهم سورة الفتح قبل القتال فإنهم مريدون ولهم شيخ منحه الله بكثرة الفتوح والإقبال وإذا صرفوا الهمم المؤيدية لم تكن لهم حصونهم عند ذلك الصرف مانعة ولم يسمع لساكنها مجادلة إذا صدموا بالحديد وتلت تلك الحصون الواقعة وإن كانت المنايا غابت عنه مدة كلمته ألسنة سيوفهم وقالت حصرت وإذا طرق بروجه منهم طارق رأى سماء تلك البروج قد انفطرت وما خفي عن كريم علمه ما جمعه الناصر من الجموع التي مزقها الله أيدي سبأ وكم سائل سأل وقد رآهم في النازعات عن ذلك النبأ وقد أشار بعض شعراء دولتنا الشريفة إلى ذلك بقصيدة كامل بحرها مديد ولكن القصد هنا من أبيات تلك القصيدة

428

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست