يتبرك من النجب السائرة به بالمبارك وقد أعدناه مصحوبا بالسلامة وحداته تطرب بنغمتها الحجازية وتهيم اشتياقا عند تشبيبها بذكر الطلعة المتوكلية وأعدنا جواب ذلك على يد رسولكم الذي لم يقابل منا بغير القبول ليكون خالص ودنا متمسكا بالكتاب والرسول ومنه ما كتبته جوابا عن مكاتبة وردت من الجناب العالي الناصري محمد بن أبي يزيد بن عثمان وهو لا زالت تحياته مخصوصة منا بشرف التسليم وسيره العثماني محفوظا في بيعة المودة بالتقديم وشعراء الإخلاص في كل بيت من معاني محبته تهيم وفروض الجهاد بسيوفه المسنونة في كل وقت تقام وبلاده الإسلامية محروسة بالجناب المحمدي عليه السلام وهمزات عوامله بصدور الكفار موصوله وألسن سيوفه بثغور بلادهم من رشف أرياق دمائهم مبلولة ولا برح يجاهد في سبيل الله برا ويتخذ في البحر سبيله فإنه من الذي علا بمحمد مقامه وانسجم بالخلف العثماني نظامه واقتدى بمشيختنا المؤيدية والنجح في هذا الاقتداء له شريك وساعدته تورية السعادة لما تمسك بقول من قال ولا بد من شيخ يريك ولم يبق بعد الاقتداء بهذه المشيخة إلا الفتوحات المقبولة والمشاركة في القبول على ما يرضي الله ورسوله صدرت هذه المفاوضة إلى الجناب المحمدي تأرج بطيب السلام عليه وتنسم نسيمات القبول من أخبارها الطيبة ما تنقله إليه وحملناها ثناء أطلقنا عنان كميت القلم وهو غرة في جبهته وتوجهت رؤوس الأقلام قبل ركوعها إلى قبلته ومن الإنشاء الملوكي ما أطلق به فصيح القلم لسانه وخضر الشباب على عوارض نفسه ومحاسن سجعاته وقال الفاضل الناصر هذا الإنشاء الذي ما خرس لسان قلمه ولا شابت لمة دواته وتبدى لعلمه الكريم ورود ما أهداه من ثمرات المودة يانعا في أوراقه مختالا في شعار الإخلاص فعلمنا أنه عنوان لعهده وميثاقه وقد أتحف من نبات الإيناس ما غرس بأكناف النيل فحلا نباته ودنت قطوف أنسه وظهر في فروع المحبة ثمراته فاقتطفنا زهر المنثور من رياضه عند الورود وتغزلنا في رقم سطوره على بياض طروسه بين العوارض والخدود وطالعنا مجموع محاسنه الذي لم ينس فعلمنا أنه للملوك تذكرة وتبصرنا فيما أدهش من حكمه فرأينا المدهش في التبصرة وقلنا هذه لمعة لو أدركها السراج لقصر لسانه وقال سراج الملوك حرمته قوية أو القاضي السعيد لقال ما لسناء الملك بهجة عند هذه الأنوار المحمدية وقد تيقظت عيون عزمنا الشريف للجهاد وعن قريب تهجر مقل السيوف أجفانها وتتجرد لقتال المشركين وقد تكنى لها النصر بأبيه فأيد سلطانها وإذا قدحت سيوف الدولتين في عباب البحر على الكفار نارا تلا لسان النصر لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ومن إنشاء الفاضل عن الناصر هنا ما يحسن أن يشنف به سمعه الكريم فإنه عن أبي الفتوحات الذي مشى على هذا الصراط المستقيم وهو إذا كان الله قد أعطانا البلاد وهي الة المقيم الراتب وأعطاهم المراكب وهي الة الظاعن الهارب فقد علمنا لمن عقبى الدار ومن ينقله الله تعالى انتقال قوم نوح من الماء إلى النار فالجناب يوطن نفسه على حسن المآل في الحالين ويعلم أنه من المكرمين في الدارين وقد تلمظت ألسن سيوفنا شوقا لحلاوة نصره وتحركت عيدان رماحنا طربا عند سماع ذكره ونفضت جوارح سهامنا ريش أجنتها لاقتناص تلك الغربان وهامت فرساننا المؤيدية إلى منازل الأحباب لتريه من أعدائه مقاتل الفرسان فإنه المجاهد الذي حظ بني الأصفر في البحر الأزرق من بيض سيوفه أسود وكم أذاقهم الموت الأحمر وكمال التدبيج يقول أهلا بعيش أخضر يتجدد وتتولد نصرتنا عنده برفع راية الفرح في كل وقت عليه مبارك ويتأيد بعز نصرنا المؤيدي حتى يقول له لسان الحال أعز الله أنصارك فتقديمه العثماني من جهة الاستحقاق قد ثبت عندنا وتقرر وهو اليوم إمام المجاهدين الذي ما صلت سيوفه في محراب القتال إلا قال مرقي النصر الله أكبر والله يجريه على أجمل العوائد من هذا النصر ليصير الكافرون في زلزلة من قارعة سيوفه بهذا العصر ومنه ما كتبته جوابا