responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 427


يتبرك من النجب السائرة به بالمبارك وقد أعدناه مصحوبا بالسلامة وحداته تطرب بنغمتها الحجازية وتهيم اشتياقا عند تشبيبها بذكر الطلعة المتوكلية وأعدنا جواب ذلك على يد رسولكم الذي لم يقابل منا بغير القبول ليكون خالص ودنا متمسكا بالكتاب والرسول ومنه ما كتبته جوابا عن مكاتبة وردت من الجناب العالي الناصري محمد بن أبي يزيد بن عثمان وهو لا زالت تحياته مخصوصة منا بشرف التسليم وسيره العثماني محفوظا في بيعة المودة بالتقديم وشعراء الإخلاص في كل بيت من معاني محبته تهيم وفروض الجهاد بسيوفه المسنونة في كل وقت تقام وبلاده الإسلامية محروسة بالجناب المحمدي عليه السلام وهمزات عوامله بصدور الكفار موصوله وألسن سيوفه بثغور بلادهم من رشف أرياق دمائهم مبلولة ولا برح يجاهد في سبيل الله برا ويتخذ في البحر سبيله فإنه من الذي علا بمحمد مقامه وانسجم بالخلف العثماني نظامه واقتدى بمشيختنا المؤيدية والنجح في هذا الاقتداء له شريك وساعدته تورية السعادة لما تمسك بقول من قال ولا بد من شيخ يريك ولم يبق بعد الاقتداء بهذه المشيخة إلا الفتوحات المقبولة والمشاركة في القبول على ما يرضي الله ورسوله صدرت هذه المفاوضة إلى الجناب المحمدي تأرج بطيب السلام عليه وتنسم نسيمات القبول من أخبارها الطيبة ما تنقله إليه وحملناها ثناء أطلقنا عنان كميت القلم وهو غرة في جبهته وتوجهت رؤوس الأقلام قبل ركوعها إلى قبلته ومن الإنشاء الملوكي ما أطلق به فصيح القلم لسانه وخضر الشباب على عوارض نفسه ومحاسن سجعاته وقال الفاضل الناصر هذا الإنشاء الذي ما خرس لسان قلمه ولا شابت لمة دواته وتبدى لعلمه الكريم ورود ما أهداه من ثمرات المودة يانعا في أوراقه مختالا في شعار الإخلاص فعلمنا أنه عنوان لعهده وميثاقه وقد أتحف من نبات الإيناس ما غرس بأكناف النيل فحلا نباته ودنت قطوف أنسه وظهر في فروع المحبة ثمراته فاقتطفنا زهر المنثور من رياضه عند الورود وتغزلنا في رقم سطوره على بياض طروسه بين العوارض والخدود وطالعنا مجموع محاسنه الذي لم ينس فعلمنا أنه للملوك تذكرة وتبصرنا فيما أدهش من حكمه فرأينا المدهش في التبصرة وقلنا هذه لمعة لو أدركها السراج لقصر لسانه وقال سراج الملوك حرمته قوية أو القاضي السعيد لقال ما لسناء الملك بهجة عند هذه الأنوار المحمدية وقد تيقظت عيون عزمنا الشريف للجهاد وعن قريب تهجر مقل السيوف أجفانها وتتجرد لقتال المشركين وقد تكنى لها النصر بأبيه فأيد سلطانها وإذا قدحت سيوف الدولتين في عباب البحر على الكفار نارا تلا لسان النصر لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ومن إنشاء الفاضل عن الناصر هنا ما يحسن أن يشنف به سمعه الكريم فإنه عن أبي الفتوحات الذي مشى على هذا الصراط المستقيم وهو إذا كان الله قد أعطانا البلاد وهي الة المقيم الراتب وأعطاهم المراكب وهي الة الظاعن الهارب فقد علمنا لمن عقبى الدار ومن ينقله الله تعالى انتقال قوم نوح من الماء إلى النار فالجناب يوطن نفسه على حسن المآل في الحالين ويعلم أنه من المكرمين في الدارين وقد تلمظت ألسن سيوفنا شوقا لحلاوة نصره وتحركت عيدان رماحنا طربا عند سماع ذكره ونفضت جوارح سهامنا ريش أجنتها لاقتناص تلك الغربان وهامت فرساننا المؤيدية إلى منازل الأحباب لتريه من أعدائه مقاتل الفرسان فإنه المجاهد الذي حظ بني الأصفر في البحر الأزرق من بيض سيوفه أسود وكم أذاقهم الموت الأحمر وكمال التدبيج يقول أهلا بعيش أخضر يتجدد وتتولد نصرتنا عنده برفع راية الفرح في كل وقت عليه مبارك ويتأيد بعز نصرنا المؤيدي حتى يقول له لسان الحال أعز الله أنصارك فتقديمه العثماني من جهة الاستحقاق قد ثبت عندنا وتقرر وهو اليوم إمام المجاهدين الذي ما صلت سيوفه في محراب القتال إلا قال مرقي النصر الله أكبر والله يجريه على أجمل العوائد من هذا النصر ليصير الكافرون في زلزلة من قارعة سيوفه بهذا العصر ومنه ما كتبته جوابا

427

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست