responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 426


العرا لبيته العالي أو أملى في ديواننا الشريف كانت أماليه أمالي المحب لا أمالي القالي ولولا خشية الإطالة لأوردت هذا التقليد الشريف بكماله لأنه في صناعة الإنشاء لنسيج وحده ومنه ما أنشأته عن مولانا السلطان الملك المؤيد سقى الله ثراه من غيث الرحمة جوابا عن مكاتبة الملك الناصر صاحب اليمن وهو لا زال جناس مجده سعيد الحركة بين اليمن واليمن وسيفه اليماني لم يرض بمجانسة سيف بن ذي يزن والأمة بأحمدها تهنأ بجنات عدن في عدن ولا برحت صنائعه بصنعاء محبرة حتى في سطور الطروس وأقلام الثناء سود اللمم بمدحه ولو تركت لاعتراها شيب الرؤوس وتحياته المكرمة مخصوصة منا بشرف التسليم وبدور مودته سافرة في ليالي سطورها بين بديعي التكميل والتتميم أصدرناها وشاهد المودة قد وضع رسم شهادته وكتب وأثبت مقدمات الإخلاص فحكم له قاضي المحبة بالموجب وأودعناها من السلام ما تعمه رحمة الله وبركاته ومن طيب الثناء ما يتأرج بين ادراك ذلك المندل الرطب نفحاته ومن خالص المودة ما يضم به بعد حسن المخلص من طيب أعرافه حسن الختام ومن سجعات الأشواق كل مصونة ليس لها غير سواد النقس لثام وتبدى لعلمه ورود المثال العالي بطيب تلك المعادن التي ود النسيم أن يقيدها ويحتبس ولقد رافقها الاكتساب اللطيف ولكن سرق من طيب عرفها وتكلم بنفس فأكرم به مثالا أرانا خفر الملك على كل قرينة لها من حجب البلاغة ستور وخدامها من سود سطورها وبيض طروسها عنبر وكافور ورد صحف الصفاء صقيلة فتمثل فيها وأظهر من أوراقه ثمرات المودة ونحن بيد القبول نجنيها وقدم من ذلك الحرم الأحمدي فكان أكرم وافد قوبل منا بالإكرام وفتح أبواب الدخول إلى السلام فسلمنا وقلنا لخواصنا ادخلوها بسلام ولقد ثملنا بكأس إنشائه وهو بحضرتنا الشريفة دائر وعلمنا أن هذا الإنشاء لا يصدر إلا من فاضل والفاضل لا ينسب إلا إلى الناصر وتغزلنا في محاسنه بحيرة اليمن بعد تغزلنا بحيرة العلم وراعنا تحمس بلاغته فقلنا هذا لا يصدر إلا من رب سيف وقلم وود كل دوح أن يملأ طروس أوراقه بريحان سطوره وتطفل كل روض أريض عند وروده على زهر منثوره وقالت فصاحته وتلك البلاغة التي جاءت بسحر البيان هل يفتى لنا بصدق المحبة فقال لهما القلب قضي الأمر الذي فيه تستفتيان فهذا نفس طيب عرفنا معدن طيبه فلم نقل من أين وهذه سلافة إنشاء دارت سلطانياتها فأنشأت أهل الخافقين وهذا سحر صدقت عزائمه في العطف والقبول بين الملكين وأبطل هذا السحر الحلال ما حرم ببابل من سحر الملكين واشتمل على نظم ونثر رأينا شعار السلطنة عليهما عيانا كأن البلاغة قالت لهما قديما سنجعل لكما سلطانا فيا له من مثال تدرع زرد ميماته فقلنا لا طعن فيك لطاعن وتشرع طباق بديعه فكانت على أكناف النيل من أثره مساكن وأطرب بأنفاس علمنا أنها من يراع ما برح بالسعادة موصولا وطاف في حضرتنا الشريفة بكأس يمانية كان مزاجها زنجبيلا ولقد أكثر هذا المقال في كتابه المبين من إيناس الخطاب وقضت به الوحشة أجلها فقلنا لكل أجل كتاب وهذا الجواب أيضا لولا خشية الإطالة لاستوعبته بكماله فإن اليمن ما دخل إليها من الديار المصرية نظيره والله أعلم ومنه ما أنشأته عن مولانا السلطان الملك المؤيد سقى الله ثراه جوابا عن مكاتبة وردت من صاحب تونس وهو المتوكل على الله أبو فارس عبد العزيز رحمه الله وهو لا زالت سيوف عزائمه في الجهاد ماضية الضرب ولا برح جوده وإقدامه متطابقين في السلم والحرب نخصه بسلام هو لنا والشوق برد وسلام وسقاية وداد ماء رمرم تسنيم قبولها إلا تعالى ذلك المقام وتحيات تنطق بها عند مواظبة الخمس ألسنة الأقلام وثناء يقلد بخالص عقوده جيد الزمان وينسى قلائد العقيان ومحبة يقمر صدقها في ذلك الأفق الغربي ويشمس وتزيل وحشة من سلا عن غيرها في المغرب وتونس واستطردت مفاوضتكم إلى الوصية بحاج المغرب فبادرنا إلى قبول ذلك فإن هذا قد

426

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست