العرا لبيته العالي أو أملى في ديواننا الشريف كانت أماليه أمالي المحب لا أمالي القالي ولولا خشية الإطالة لأوردت هذا التقليد الشريف بكماله لأنه في صناعة الإنشاء لنسيج وحده ومنه ما أنشأته عن مولانا السلطان الملك المؤيد سقى الله ثراه من غيث الرحمة جوابا عن مكاتبة الملك الناصر صاحب اليمن وهو لا زال جناس مجده سعيد الحركة بين اليمن واليمن وسيفه اليماني لم يرض بمجانسة سيف بن ذي يزن والأمة بأحمدها تهنأ بجنات عدن في عدن ولا برحت صنائعه بصنعاء محبرة حتى في سطور الطروس وأقلام الثناء سود اللمم بمدحه ولو تركت لاعتراها شيب الرؤوس وتحياته المكرمة مخصوصة منا بشرف التسليم وبدور مودته سافرة في ليالي سطورها بين بديعي التكميل والتتميم أصدرناها وشاهد المودة قد وضع رسم شهادته وكتب وأثبت مقدمات الإخلاص فحكم له قاضي المحبة بالموجب وأودعناها من السلام ما تعمه رحمة الله وبركاته ومن طيب الثناء ما يتأرج بين ادراك ذلك المندل الرطب نفحاته ومن خالص المودة ما يضم به بعد حسن المخلص من طيب أعرافه حسن الختام ومن سجعات الأشواق كل مصونة ليس لها غير سواد النقس لثام وتبدى لعلمه ورود المثال العالي بطيب تلك المعادن التي ود النسيم أن يقيدها ويحتبس ولقد رافقها الاكتساب اللطيف ولكن سرق من طيب عرفها وتكلم بنفس فأكرم به مثالا أرانا خفر الملك على كل قرينة لها من حجب البلاغة ستور وخدامها من سود سطورها وبيض طروسها عنبر وكافور ورد صحف الصفاء صقيلة فتمثل فيها وأظهر من أوراقه ثمرات المودة ونحن بيد القبول نجنيها وقدم من ذلك الحرم الأحمدي فكان أكرم وافد قوبل منا بالإكرام وفتح أبواب الدخول إلى السلام فسلمنا وقلنا لخواصنا ادخلوها بسلام ولقد ثملنا بكأس إنشائه وهو بحضرتنا الشريفة دائر وعلمنا أن هذا الإنشاء لا يصدر إلا من فاضل والفاضل لا ينسب إلا إلى الناصر وتغزلنا في محاسنه بحيرة اليمن بعد تغزلنا بحيرة العلم وراعنا تحمس بلاغته فقلنا هذا لا يصدر إلا من رب سيف وقلم وود كل دوح أن يملأ طروس أوراقه بريحان سطوره وتطفل كل روض أريض عند وروده على زهر منثوره وقالت فصاحته وتلك البلاغة التي جاءت بسحر البيان هل يفتى لنا بصدق المحبة فقال لهما القلب قضي الأمر الذي فيه تستفتيان فهذا نفس طيب عرفنا معدن طيبه فلم نقل من أين وهذه سلافة إنشاء دارت سلطانياتها فأنشأت أهل الخافقين وهذا سحر صدقت عزائمه في العطف والقبول بين الملكين وأبطل هذا السحر الحلال ما حرم ببابل من سحر الملكين واشتمل على نظم ونثر رأينا شعار السلطنة عليهما عيانا كأن البلاغة قالت لهما قديما سنجعل لكما سلطانا فيا له من مثال تدرع زرد ميماته فقلنا لا طعن فيك لطاعن وتشرع طباق بديعه فكانت على أكناف النيل من أثره مساكن وأطرب بأنفاس علمنا أنها من يراع ما برح بالسعادة موصولا وطاف في حضرتنا الشريفة بكأس يمانية كان مزاجها زنجبيلا ولقد أكثر هذا المقال في كتابه المبين من إيناس الخطاب وقضت به الوحشة أجلها فقلنا لكل أجل كتاب وهذا الجواب أيضا لولا خشية الإطالة لاستوعبته بكماله فإن اليمن ما دخل إليها من الديار المصرية نظيره والله أعلم ومنه ما أنشأته عن مولانا السلطان الملك المؤيد سقى الله ثراه جوابا عن مكاتبة وردت من صاحب تونس وهو المتوكل على الله أبو فارس عبد العزيز رحمه الله وهو لا زالت سيوف عزائمه في الجهاد ماضية الضرب ولا برح جوده وإقدامه متطابقين في السلم والحرب نخصه بسلام هو لنا والشوق برد وسلام وسقاية وداد ماء رمرم تسنيم قبولها إلا تعالى ذلك المقام وتحيات تنطق بها عند مواظبة الخمس ألسنة الأقلام وثناء يقلد بخالص عقوده جيد الزمان وينسى قلائد العقيان ومحبة يقمر صدقها في ذلك الأفق الغربي ويشمس وتزيل وحشة من سلا عن غيرها في المغرب وتونس واستطردت مفاوضتكم إلى الوصية بحاج المغرب فبادرنا إلى قبول ذلك فإن هذا قد