خضبتها أيدي الأصيل كان الهلال لها قلامه ويعجبني في هذا الباب من إنشاء الشهاب محمود قوله في وصف مقدم سرية لا زال في مقاصده أخف من وطأة ضيف وفي مطالبه أخفى من زورة طيف وفي تنقله أسرع من سحابة صيف وأروع للعدا من سلة سيف ومثله في الحسن قوله في صدر مثال شريف سلطاني أصدرناها والسيوف قد أنفت من الغمود ونفرت من قربها والأسنة قد ظمئت إلى موارد القلوب وتشوقت إلى الارتواء من قلبها والسيوف قد أضرمت الحمية للدين نار غضبها وعداها حر الإشفاق على ثغور المسلمين فأعرضت عن برد الثغور وطيب شنبها والحماة ما منهم إلا من استظهر بإمكان قوته وقوة إمكانه والأبطال ما فيهم من يسأل عن عدد العدو بل عن مكانه قلت ما أوردت كثيرا من الإنشاء ههنا إلا لأن يطيب للتأمل تنقله من شطوط البحور إلى التنزه في رياض المنثور فمن ذلك ما أنشأته في تقليد مولانا المقر الأشرف المرحومي القاضوي الناصري محمد بن البارزي الشافعي بصحابة دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية المحروسة وهو قولي وقد أوصلناه إلى رتبة استحقاقه من رتب المعالي ورقيناه إلى درجات الكمال علما أن الكمال ما خرج عن بيته العالي فإنه المنشئ الذي ما للصاحب دخول إلى ديوانه ولا لابن عبد الظاهر بلاغته وقوة سلطانه ولا للشهاب محمود أن يباهي كماله في طارفه وتليده ولا للقاضي الفاضل شرف البارزي وتمييزه ولو بالغ في كثرة شهوده ما نثر في كمام طرسه زهره إلا وأرانا ذيول زهر المنثور ولا قرع أبواب المصطلح إلا فتحت ودخل بيتها بغير دستور ولا تسنم منبرا إلا أجاد بألفاظ كان مزاجها من تسنيم وقالت البلغاء للفصاحة المحمدية ما ثم إلا الرضا والتسليم ومنه ما أنشأته في تقليد ولده وهو مولانا المقر الأشرف الكمالي عظم الله شأنه بصحابة دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية المحروسة وهو قولي فإنه من البيت الذي وهبه الله شرف العلم ورحم منه كل ميت فقل لكل من مشايخ الإسلام ناشدتك الله هل تنكر هبة الله لهذا البيت وما خفي أن إمامكم الأعظم أول من راعى حقوقه وبادر إلى رفع مثاله وشرع في رفع قواعده وتشييد كماله ولهم هذا الفرع الذي زكت أصوله وسقيناه ماء القرب فأتمر وقد أنبته الله نباتا حسنا والنبات الحموي حسنه لا ينكر غاب نيره الأكبر فأبدر بعده وهذا البدر في كماله ما أبهاه ولجأ إلى الله ثم إلينا فزاده الله كمالا وعلمنا أن الكمال لله وسلكناه في حياة والده فكان لمشيختنا الشريفة نعم المريد وأخذ عنا الأدب فجاد نظمه وها هو في البيوت البارزية بيت القصيد والكتابة دون كماله ومحاسنه تجل أن تقابل بمثال وإن كان الكمال زها بحاشيته فحاشيتنا زهت بهذا الكمال وكان والده عقدا فرط فيه الزمان ولكن استدرك فارطه وقد نظمناه في عقد سلكنا الشريف إلى أن صار به نعم الواسطة وامتدت ألسن الأقلام إلى ثغور المحابر فقبلتها وانشرحت صدور الأوراق وعلق فيها عنابر سطور فحملتها وقالت لحمر أقلامه أهلا بالعربيات التي ليس لها إلا الأيدي الجهينية غرر ومرحبا بعد النوبة بقهوة الإنشاء فإن شباب الزمان قد عاد وزهر المنثور قد زهر وجاء الإمام الذي إن كتب تقليدا قالت البلغاء هذا الإمام الذي يجب تقليده وهذا هو الخليفة على السر الشريف وأمينه ومأمونه ورشيده إن تحمس في إنشائه قال الجبان لا أقعد الجبن عن الهيجا أو استطرد إلى وصف روض ممرج زاد هرجا ومرجا أو ترسل غراميا فما حديقة زهير عند زهر منثوره أو كتب عنا تهديدا سال جامد الصخر ولو سمعت الجوزاء حديثه لسقطت مع الحصى عند خريره فإنه المنشئ الذي ما اعتقل رمح فمه بيمينه وهزه هزه إلا قال كل منشئ دخلت أصبع قلمي من دواتي تحت رزه ولا حرك من دوح أقلامه فرعا إلا تساقط بين الأوراق ثمرات شهيه فلو أدركها الصاحب لقدمها وأخر الفواكه البدرية ولو ناسبه الفتح لقابله المؤمنون بالقتال وكان والده قد اعترف بكماله وهذا التقليد لثبوت ذلك الاعتراف أسجال فإنه الأمين الذي إن تصرف في مزررتنا الشريفة فقد ثبت أن توثيق