responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 425


خضبتها أيدي الأصيل كان الهلال لها قلامه ويعجبني في هذا الباب من إنشاء الشهاب محمود قوله في وصف مقدم سرية لا زال في مقاصده أخف من وطأة ضيف وفي مطالبه أخفى من زورة طيف وفي تنقله أسرع من سحابة صيف وأروع للعدا من سلة سيف ومثله في الحسن قوله في صدر مثال شريف سلطاني أصدرناها والسيوف قد أنفت من الغمود ونفرت من قربها والأسنة قد ظمئت إلى موارد القلوب وتشوقت إلى الارتواء من قلبها والسيوف قد أضرمت الحمية للدين نار غضبها وعداها حر الإشفاق على ثغور المسلمين فأعرضت عن برد الثغور وطيب شنبها والحماة ما منهم إلا من استظهر بإمكان قوته وقوة إمكانه والأبطال ما فيهم من يسأل عن عدد العدو بل عن مكانه قلت ما أوردت كثيرا من الإنشاء ههنا إلا لأن يطيب للتأمل تنقله من شطوط البحور إلى التنزه في رياض المنثور فمن ذلك ما أنشأته في تقليد مولانا المقر الأشرف المرحومي القاضوي الناصري محمد بن البارزي الشافعي بصحابة دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية المحروسة وهو قولي وقد أوصلناه إلى رتبة استحقاقه من رتب المعالي ورقيناه إلى درجات الكمال علما أن الكمال ما خرج عن بيته العالي فإنه المنشئ الذي ما للصاحب دخول إلى ديوانه ولا لابن عبد الظاهر بلاغته وقوة سلطانه ولا للشهاب محمود أن يباهي كماله في طارفه وتليده ولا للقاضي الفاضل شرف البارزي وتمييزه ولو بالغ في كثرة شهوده ما نثر في كمام طرسه زهره إلا وأرانا ذيول زهر المنثور ولا قرع أبواب المصطلح إلا فتحت ودخل بيتها بغير دستور ولا تسنم منبرا إلا أجاد بألفاظ كان مزاجها من تسنيم وقالت البلغاء للفصاحة المحمدية ما ثم إلا الرضا والتسليم ومنه ما أنشأته في تقليد ولده وهو مولانا المقر الأشرف الكمالي عظم الله شأنه بصحابة دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية المحروسة وهو قولي فإنه من البيت الذي وهبه الله شرف العلم ورحم منه كل ميت فقل لكل من مشايخ الإسلام ناشدتك الله هل تنكر هبة الله لهذا البيت وما خفي أن إمامكم الأعظم أول من راعى حقوقه وبادر إلى رفع مثاله وشرع في رفع قواعده وتشييد كماله ولهم هذا الفرع الذي زكت أصوله وسقيناه ماء القرب فأتمر وقد أنبته الله نباتا حسنا والنبات الحموي حسنه لا ينكر غاب نيره الأكبر فأبدر بعده وهذا البدر في كماله ما أبهاه ولجأ إلى الله ثم إلينا فزاده الله كمالا وعلمنا أن الكمال لله وسلكناه في حياة والده فكان لمشيختنا الشريفة نعم المريد وأخذ عنا الأدب فجاد نظمه وها هو في البيوت البارزية بيت القصيد والكتابة دون كماله ومحاسنه تجل أن تقابل بمثال وإن كان الكمال زها بحاشيته فحاشيتنا زهت بهذا الكمال وكان والده عقدا فرط فيه الزمان ولكن استدرك فارطه وقد نظمناه في عقد سلكنا الشريف إلى أن صار به نعم الواسطة وامتدت ألسن الأقلام إلى ثغور المحابر فقبلتها وانشرحت صدور الأوراق وعلق فيها عنابر سطور فحملتها وقالت لحمر أقلامه أهلا بالعربيات التي ليس لها إلا الأيدي الجهينية غرر ومرحبا بعد النوبة بقهوة الإنشاء فإن شباب الزمان قد عاد وزهر المنثور قد زهر وجاء الإمام الذي إن كتب تقليدا قالت البلغاء هذا الإمام الذي يجب تقليده وهذا هو الخليفة على السر الشريف وأمينه ومأمونه ورشيده إن تحمس في إنشائه قال الجبان لا أقعد الجبن عن الهيجا أو استطرد إلى وصف روض ممرج زاد هرجا ومرجا أو ترسل غراميا فما حديقة زهير عند زهر منثوره أو كتب عنا تهديدا سال جامد الصخر ولو سمعت الجوزاء حديثه لسقطت مع الحصى عند خريره فإنه المنشئ الذي ما اعتقل رمح فمه بيمينه وهزه هزه إلا قال كل منشئ دخلت أصبع قلمي من دواتي تحت رزه ولا حرك من دوح أقلامه فرعا إلا تساقط بين الأوراق ثمرات شهيه فلو أدركها الصاحب لقدمها وأخر الفواكه البدرية ولو ناسبه الفتح لقابله المؤمنون بالقتال وكان والده قد اعترف بكماله وهذا التقليد لثبوت ذلك الاعتراف أسجال فإنه الأمين الذي إن تصرف في مزررتنا الشريفة فقد ثبت أن توثيق

425

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست