responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 424


مخالفة لنظيرتها في المعنى لأن اللفظ إذا كان من القرينة بمعنى نظيره من الأخرى كان معيبا كقول الصاحب بن عباد يصف منهزمين طاروا واقين بظهورهم صدورهم وبأصلابهم نحورهم فالظهور بمعنى الأصلاب والصدور بمعنى النحور ومنه قول الصابي يسافر رأيه وهو لا يبرح ويسير وهو ثاو لا ينزح ويبرح وينزح بمعنى واحد ويسافر ويسير كذلك ومن فوائد الإنشاء التي يطول بها باع المنشئ أن السجع مبني على الوقف وكلمات الأسجاع موضوعة على أن تكون ساكنة الأعجاز موقوفا عليها لأن الغرض أن يجانس المنشئ بين القرائن ويزاوج ولا يتم له ذلك إلا بالوقف إذ لو ظهر الإعراب لفات ذلك الغرض وضاق ذلك المجال على قاصده ألا ترى أنهم لو بينوا الإعراب مثل قولك ما أبعد ما فات وما أقرب ما هو آت للزم أن تكون التاء الأولى مفتوحة والثانية مكسورة منونة فيفوت غرض الاتفاق ومن ذلك أن السجع مبني على التغيير فيجوز أن تغير لفظة الفاصلة لتوافق أختها فيجوز فيها حالة الازدواج ما لا يجوز فيها حالة الانفراد فمن ذلك الإمالة فقد يكون في الفواصل ما هو من ذوات الياء وما هو من ذوات الواو فتمال التي هي من ذوات الواو وتكتب بالياء حملا على ما هو من ذوات الياء لأجل الموافقة نحو قوله تعالى والضحى واليل إذا سجى أميلت والضحى وكتبت بالياء حملا على ما هي من ذوات الياء لأجل الموافقة وكذلك والشمس وضحاها أميلت فيها ذوات الواو وكتبت بالياء حملا على ما هي من ذوات الياء ومن ذلك حذف المفعول نحو قوله تعالى ما ودعك ربك وما قلى الأصل وما قلاك حذفت الكاف لتوافق الفواصل ومن ذلك صرف ما لا ينصرف كقوله تعالى قواريرا قواريرا صرفه بعض القراء السبعة ليوافق فواصل السورة الكريمة ولو تتبع المتأمل ذلك في الكتاب العزيز لوجده كثيرا ومما جاء من الحديث قوله أعيذه من الهامة والسامة ومن كل عين لامة والأصل عين ملمة لأنه من ألم ولكنه لأجل الموافقة قيل لامه ومنه قوله ارجعن مأزورات غير مأجورات الأصل موزروات بالواو لأنه من الوزر ولكن ليوافق مأجورات ومنه قوله دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم الأصل ما وادعوكم ولكن حذف الألف ليحصل الاتفاق مع تركوكم وسمعت أن بعض علماء الإنشاء صنع مؤلفا في أحكام الفواصل ومن ذلك أن المراد من علم الإنشاء البلاغة في المقاصد والبلاغة هي أن يبلغ المتكلم بعبارته كنه مراده مع إيجاز بلا إخلال وإطالة من غير إملال والفصاحة خلوص الكلام من التعقيد وقيل البلاغة في المعاني والفصاحة في الألفاظ فيقال لفظ فصيح ومعنى بليغ والفصاحة خاصة تقع في المفرد يقال كلمة فصيحة ولا يقال كلمة بليغة وأنت تريد المفرد فإنه يقال للقصيدة كلمة كما قالوا كلمة لبيد ففصاحة المفرد خلوصه من تنافر الحروف والفصاحة أعم من البلاغة لأن الفصاحة تكون صفة للكلمة والكلام يقال كلمة فصيحة وكلام فصيح والبلاغة لا يوصف بها إلا الكلام فيقال كلام بليغ ولا يقال كلمة بليغة واشتركا في وصف المتكلم بهما فيقال متكلم فصيح بليغ فمن الإنشاء الفصيح البليغ قول ابن عباد وقد قيل له ما أحسن السجع فقال ما خف على السمع فقيل مثل ماذا مثل هذا ومنه ما كتب به عبد الحميد عند ظهور الخراسانية بشعار السواد فاثبتوا ريثما تنجلي به هذه الغمرة وتصحو هذه السكرة فينصب السيل وتمحى آية الليل ومنه قول أبي نصر العتبي دب الفشل في تضاعيف أحشائهم وسرى الوشل في تفاريق أعضائهم فجيوب الأقطار عنهم مزروره وذيول الخذلان عليهم مجروره ومنه قول الصابي نزغ به شيطانه وامتدت في الغي أشطانه ومنه قول بديع الزمان كتابي إلى البحر وإن لم أره فقد سمعت خبره والليث وإن لم ألفه فقد تصورت خلقه ومن رأى من السيف أثره فقد رأى أكثره ومنه قول القاضي الفاضل رحمه الله ووافينا قلعة نجم وهي نجم في سحاب وعقاب في عقاب وهامة لها الغمامة عمامه وأنملة إذا

424

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست