responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 423


وقد تميز بيتي على بيت ابن النبيه أيضا في ترصيع نظمه بزيادة جوهرتين فإني قابلت فيه خمسة بخمسة وابن النبيه وبقية القوم قابلوا أربعة بأربعة والزيادة على ابن النبيه أيضا في تسمية النوع الذي هو الترصيع ولعمري إنها تورية ما رصع في العقود نظيرها وهذا البيت مشتمل على الترصيع والتورية والجناس اللاحق واللزوم والتمكين والموازنة ومراعاة النظير والسهولة والانسجام والله أعلم ( ذكر السجع ) سجعي ومنتظمي قد أظهرا حكمي * وصرت كالعلم في العرب والعجم السجع مأخوذ من سجع الحمام واختلف فيه هل يقال في فواصل القرآن أسجاع أو لا فمنهم من منعه ومنهم من أجازه والذي منع تمسك بقوله تعالى كتاب فصلت آياته فقال قد سماه فواصل وليس لنا أن نتجاوز ذلك والسجع ينقسم أربعة أقسام المطرف والموازي والمشطر والمرصع القسم الأول المطرف وعلى منواله نسج نظام البديعيات وهو أن يأتي المتكلم في أجزاء كلامه أو في بعضها بأسجاع غير متزنة بزنة عروضية ولا محصورة في عدد معين بشرط أن يكون روي الأسجاع روي القافية كقوله تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا وكقولهم جنابه محط الرحال ومخيم الآمال ومن الأمثلة الشعرية قول أبي تمام تجلى به رشدي وأثرت به يدي * وفاض به ثمدي وأورى به زندي الثاني الموازي وهو أن تتفق اللفظة الأخيرة من القرينة مع نظيرتها في الوزن والروي كقوله تعالى سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ومنه قول النبي اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممكسا تلفا ومنه قول الحريري في المقامات ألجأني حكم دهر قاسط إلى أن أنتجع أرض واسط وقوله وأودى بي الناطق والصامت وربى لي الحاسد والشامت ومن لبأمثلته الشعرية قول أبي الطيب المتنبي فنحن في جذل والروم في وجل * والبر في شغل والبحر في خجل القسم الثالث المشطر وهو أن يكون لكل نصف من البيت قافيتان مغايرتان لقافيتي النصف الأخير وهذا القسم مختص بالنظم كقول أبي تمام تدبير معتصم بالله منتقم * لله مرتقب في الله مرتعب الرابع المرصع وقد تقدم الكلام عليه قلت وإذ كنت منشئ ديوان الإنشاء الشريف أنشأت جميع ما يحتاجون إليه من الفوائد التي أخذتها عن علماء هذا الفن فإن قصر الفقرات يدل على قوة المنشئ وأقل ما يكون من كلمتين كقوله تعالى يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر وأمثال ذلك كثيرة في القران العزيز لكن الزائد على ذلك هو الأكثر وكان بديع الزمان يكثر من ذلك كقوله كميت نهد كأن راكبه في مهد يلطم الأرض بزبر وينزل من السماء بخبر لكن قالوا التذاذ السامع بما زاد على ذلك أكثر لتشوقه إلى ما ورد منه متزايدا على سمعه وأما الفقر المختلفة فالأحسن أن تكون الثانية أزيد من الأولى بقدر غير كثير لئلا يبعد على السامع وجود القافية فتذهب اللذة وإن زادت القرائن على اثنتين فلا يضر تساوي القرينتين الأوليين وإن زادت الثانية على الأولى يسيرا والثالثة على الثانية فلا بأس ولا يكون أكثر من المثل ولا بد من الزيادة في آخر القرائن مثاله في القرينتين وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا فالثانية أطول من الأولى ومثاله في الثالثة قوله تعالى وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا ومن قواعد الإنشاء أن تكون كل فاصلة

423

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست