قرره الشيخ صفي الدين أيضا محال ولو قال لهم تهلل وجه بالحياء كما * لنا الحيا مستهل من أكفهم لحصل له ما أراد من الجناس وخلص من ثقل مقصوره وحصل لبيته طلاوة في الأذواق وخلا من العقادة وتحقق المتأمل أن عصيان الوزن هنا محال وكذلك بيت الشيخ عز الدين وهو أطاعه وعصاه المؤمنون ومن * ناواه ذا الفرق بين الأنس والنعم فإنه ذكر في شرحه أنه أراد الطباق بين المؤمنين والكافرين فعصاه الوزن وتعذرت المطابقة فأتى بلفظة ناواه فأطاعته المطابقة وعصاه الوزن قلت والذي قرره الشيخ عز الدين أيضا ههنا محال ولو قال أطاعه وعصاه المؤمنون وجمع الكافرين ولم يحفل بجمعهم لحصل له ما أرد من المطابقة بين المؤمنين والكافرين وخلص من ثقل ناواه وتجشم الأنس والنعم التي زلزلت أركان بيته وأما قوله أطاعه وعصاه فهذه المطابقة تحصيل الحاصل لأنها تسمية النوع الذي هو المراد هنا وجل القصد أن عصيان الوزن في بيت أبي الطيب وبيت الشيخ صفي الدين وبيت الشيخ عز الدين محال وبيت بديعيتي أقول فيه عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين طاعاتهم تقهر العصيان قدرهم * له العلو فجانسه بمدحهم هذا البيت أردت أن أجانس فيه بين العلو والغلو فلم يطع فيهما الوزن فلما عصى ذلك عدلت إلى لفظة مجانسة فحصل الجناس المعنوي بإشارة ردفه إليه فهذا البيت مشتمل على الطاعة والعصيان حقيقة فإن الناظم أراد فيه جناس التصحيف فعصاه الوزن وأطاعه الجناس المعنوي والعميان ما نظموه في بديعيتهم والله أعلم ( ذكر المدح في معرض الذم ) في معرض الذم إن رمت المديح فقل * لا عيب فيهم سوى إكرام وفدهم هذا النوع أعني المدح في معرض الذم من أنواع ابن المعتز وهو أن ينفي صفة ذم ثم يستثني صفة مدح كقولك لا عيب في زيد سوى أنه يكرم الضيف وأعظم الشواهد على هذا النوع قوله تعالى لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما ومن الشواهد الشعرية قول النابغة الذيباني ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم * بهن فلول من قراع الكتائب ومنه قول الشاعر ولا عيب فيكم غير أن ضيوفكم * تعاب بنسيان الأحبة والوطن ومنه أيضا قول الشاعر ولا عيب في هذا الرشا غير أنه * له معطف لدن وخد منعم وبيت الشيخ صفي الدين الحلي لا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم * يسلو عن الأهل والأوطان والحشم وبيت العميان في بديعيتهم لا عيب فيهم سوى أن لا ترى لهم * ضيفا يجوع ولا جارا بمهتضم قلت بين قول الشيخ صفي الدين عن الضيف أنه يسلو عن الأهل والأوطان والحشم وبين قول العميان عن الضيف أنه لا يجوع بون بعيد وبيت الشيخ عز الدين في معرض الذم إن رمت المديح فهم * لا عيب فيهم سوى الإعدام للنعم وبيت بديعيتي