responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 417


سألت الأرض لم جعلت مصلى * ولم كانت لنا طهرا وطيبا فقالت غير ناطقة لأني * حويت لكل إنسان حبيبا فتخلص مما وقع فيه ابن هانئ لكونه سأل الأرض عن العلة وتلطف في استخراج علة مناسبة لا حرج عليه في إيرادها وقد يتقدم المعلول على العلة في هذا الباب وعلى هذا المنوال نسج ابن رشيق وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته على التعليل قوله لهم أسام سوام غير خافية * من أجلها صار يدعى الاسم بالعلم وبيت العميان لم تبرق السحب إلا أنها فرحت * إذ ظللنه فأبدت حسن مبتسم وبيت الشيخ عز الدين قوله تعليل طيب نسيم الروض حين سرى * بأنه نال بعضا من ثنائهم وبيت بديعيتي أقول فيه عن الصحابة نعم وقد طاب تعليل النسيم لنا * لأنه مر في آثار تربهم ( ذكر التعطف ) تعطف الخير كم أبدوا لمذنبهم * والخير ما زال في أبواب صفحهم التعطف شبيه بالترديد في إعادة اللفظة بعينها في البيت والفرق بينهما أن التعطف شرطه أن تكون إحدى كلمتيه في مصراع والأخرى في مصراع آخر قلت وهذا النوع أيضا من الأنواع التي تقدمت وقررت أن ليس تحتها كبير أمر وأن رتبة البديع أعلى من هذه الأنواع السافلة ولكن تقدم قولي إن القوم كلما طلبوا الكثرة تغالوا في الرخيص والشروع في المعارضة ملزم وقد استشهدوا على هذا النوع أعني التعطف بقول أبي الطيب المتنبي فساق إلي العرف غير مكدر * وسقت إليه المدح غير مذمم وبيت الشيخ صفي الدين على هذا النوع الرخيص قوله وصحبه من لهم فخر إذا افتخروا * ما أن يقصر عن غايات فضلهم والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته قوله تعطفوا برضا أحبابهم وعلى * أعدائهم عطفوا بالصارم الخذم وبيت بديعيتي أنا مستمر فيه على وصف الصحابة رضي الله عنهم بقولي تعطف الخير كم أبدو لمذنبهم * والخير ما زال في أبواب صفحهم وقلت بعده مشيرا إليهم ( ذكر الاستتباع ) يحمون مستتبعين العفو إن ظفروا * ويحفظون وفاهم حفظ دينهم الاستتباع هو استفعال من تتبع الرجل إذا اقتفى أثره وفي الاصطلاح هو أن يذكر الناظم أو الناثر معنى مدح أو ذم أو غرض من أغراض الشعر فيستتبع معنى آخر من جنسه يقتضي زيادة في وصف ذلك الفن كقول أبي الطيب المتنبي نهبت من الأعمار ما لو حويته * لهنئت الدنيا بأنك خالد فإنه مدحه بالشجاعة على وجه استتبع مدحه بكونه سببا لإصلاح الدنيا حيث جعلها مهنأة بخلوده ومثله قوله إلى كم ترد الرسل فيما أتوا به * كأنهم فيما وهبت ملام فمدحه بالشجاعة إيماء وألغز في رد الرسل عما أتوا به وصدهم عن مطلوبهم والتهاون بمرسلهم واستتبع في آخر البيت مدحه بالكرم لعصيان الملام في الهبات ويعجبني هنا قول أبي بكر

417

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست