responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 415


وقد يجيء الفرع والأصل في بيت واحد كقول أبي تمام ما ربع مية معمورا يطيف به * غيلان أبهى ربا من ربعها الخرب ولا الخدود وإن أدمين من خجل * أشهى إلى ناظري من خدها الترب فذكر في البيت الأول الأصل والفرع وكذلك في البيت الثاني فالأصل هو الاسم المنفي مع ما ذكر من أوصافه والفرع هو أفعل التفضيل مع ما يتعلق به ويعجبني في هذا الباب قول إبراهيم بن سهل الإشبيلي نم قصيدة وهو وما وجد أعرابية بان دارها * وحنت إلى بان الحجاز ورنده إذا آنست ركبا تكفل شوقها * بنار قراه والدموع بورده وإن أوقدوا المصباح ظنوه بارقا * يحيي فهشت للسلام ورده بأعظم من وجدي بموسى وإنما * يرى أنني أذنبت ذنبا لوده ومن إنشاء القاضي شهاب الدين محمود في هذا الباب قوله وما أم طفل قذفها الزمن العنيد في بعض البيد في أرض موحشة المسالك قليلة السالك قد لمع صوابها وتوقدت هضابها وصرخ بومها ونفر ظليمها وحضر سمومها وغاب نسيمها فلما خافت على ولدها من الظمأ الهلاك أجلسته إلى جنب كثيب هناك ثم ذهبت في طلب الماء للغلام لئلا يقضي عليه الأوام فانتهى بها المسير إلى روضة وغدير وآثار مطي بوارك تدل على أن الطريق هنالك فعادت إلى ولدها مسرعه وكل أعضائها إليه عيون متطلعه فلما شارفت جنب الكثيب رأت ولدها في فم الذيب بأكثر مني حسرة وتلهفا * وأعظم مني حرقة وتأسفا وأغزر دمعا عندما قيل لي الذي * كلفت به أضحى على البعد مزمعا وذكر صاحب الإيضاح للتفريع قسما ثانيا لم يذكره غيره ولا نسج على منواله أصحاب البديعيات فألغيته أيضا والشيخ زكي الدين بن أبي الأصبع اخترع قسما ثالثا ولكن وجدت هذا النوع الذي نحن بصدده أحلى في الأذواق وأوقع في القلوب وعلى سننه مشى أصحاب البديعيات فألغيت أيضا ما اخترعه ابن أبي الأصبع رحمه الله وبيت الشيخ صفي الدين الحلي على هذا النوع في وصف الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ما روضة وشع الوسمي بردتها * يوما بأحسن من آثار سعيهم والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين في بديعيته قوله ما الدوح تفريعه بالزهر متسق * نظما بأطيب من تعريف ذكرهم وبيت بديعيتي أقول فيه عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ما العود إن فاح نشرا أو شدا طربا * يوما بأطيب من تفريع وصفهم هذا البيت فيه نوع التفريع الذي هو القصد هنا والتورية بتسميته والاستخدام ومرعاة النظير وفيه الانسجام والتمكين والله أعلم ( ذكر حسن النسق ) من ذا يناسقهم من ذا يطابقهم * من ذا يسابقهم في حلبة الكرم هذا النوع أعني حسن النسق ويسمى التنسيق من محاسن الكلام وهو أن يأتي المتكلم بالكلمات من النثر والأبيات من الشعر متتاليات متلاحمات تلاحما مستحسنا مستبهجا وتكون جملها ومفرداتها منسقة متوالية إذا أفرد منها البيت قام بنفسه واستقل معناه بلفظه كقول شرف الدين القيرواني جاور عليا ولا تحفل بحادثة * إذا أدرعت فلا تسأل عن الأسل

415

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست