responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 414


يوضحه في بقية كلامه كقول الشاعر يذكرنيك الخير والشر كله * وقيل الخنى والحلم والعلم والجهل فألقاك عن مكروهها متنزها * وألقاك في محبوبها ولك الفضل معنى البيت الأول ملتبس وما ذاك إلا أنه يقتضي المدح والذم ولكنه أوضحه بقوله فألقاك عن مكروهها متنزها * وألقاك في محبوبها ولك الفضل وقد يكون الإيضاح في الوصف الذي لا يتعلق به مدح ولا هجاء وذلك أن يخبر المتكلم بخبر واحد عن شيء واحد يحصل فيه الإشكال فيوضح ذلك الإشكال بما يفهم منه كشف اللبس عن الحد الأول كقول ابن حيوس ومقرطق يغني النديم بوجهه * عن كأسه الملأى وعن إبريقه فعل المدام ولونها ومذاقها * في مقلتيه ووجنتيه وريقه فإنه لو اقتصر على البيت الأول أشكل الأمر من جهة الوجه فإنه وإن كان حسنا لا يغني النديم عن الخمر فأزال اللبس في البيت الثاني وأوضحه وقد تقدم وتقرر الفرق بين الإيضاح والتفسير وبيت الشيخ صفي الدين قوله قادوا الشواذب كالأجبال حاملة * أمثالها ثبتة في كل مصطدم العميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته قوله للخير والشر إيضاحا به فبذا * أمر وعن ذاك نهي حب نصحهم والذي أقوله إن الشيخ عز الدين غفر الله له لم يتضح في بيته غير الإشكال وبيت بديعيتي تقدم قولي قبله في وصف الصحابة رضي الله عنهم أجمعين بحسن الاتباع والصبر والإقدام إلى أن قلت في المواردة كأنما الهام أحداق مسهدة * ونومها واردته في سيوفهم ثم إني قلت بعده في الإيضاح هذا وتزداد إيضاحا مخافتهم * في كل معترك من بطش ربهم الإطناب والمبالغة في وصف الصحابة رضي الله عنهم قد تقدم بالشجاعة التي هي فوق الوصف فلما قلت في هذا البيت إن مخافتهم تزداد إيضاحا في كل معترك ظهر اللبس فأوضحته بقولي من بطش ربهم والتورية بتسمية النوع الذي هو المطلوب هنا محاسنها لم تفتقر إلى الإيضاح والله الموفق ( ذكر التفريع ) ما العود إن فاح نشرا أو شدا طربا * يوما بأطرب من تفريع وصفهم هذا النوع أعن التفريع وهو ضد التأصيل هو أن يصدر الشاعر أو المتكلم كلامه باسم منفي بما خاصة ثم يصف ذلك الاسم المنفي بأحسن أوصافه المناسبة للمقام إما في الحسن وإما في القبح ثم يجعله أصلا يفرع منه جملة من جار ومجرور متعلقة به تعلق مدح أو هجاء أو فخر أو نسيب أو غير ذلك ثم يخبر عن ذلك الاسم بأفعل التفضيل ثم يدخل من على المقصود بالمدح أو الذم أو غيرهما ويعلق المجرور بأفعل التفضيل فتحصل المساواة بين الاسم المجرور بمن وبين الاسم الداخل عليه ما النافية لأن حرف النفي قد نفى الأفضلية فتبقى المساواة بين ذلك أن تقول ما الزهر إذا بكى الغمام فضحك بأحسن من أخلاق زيد فالمساواة بين الزهر والأخلاق ههنا ثابتة بالشروط المذكورة ومن الأمثلة الشعرية قول الأعشى ما روضة من رياض الحسن معشبة * غناء جاد عليها مسبل هطل يضاحك الزهر منها كوكب شرق * مؤزر بعميم النبت مكتهل يوما بأطيب منها طيب رائحة * ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل

414

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست