responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 409


منها معالم للهدى ومصابح * تجلو الدجى والأخريات رجوم قالوا إن هذا أبلغ ما وقع في التفسير من الأمثلة الشعرية فإنه راعى فيه الترتيب أحسن مراعاة ومن بديع هذا النوع قول محمد بن وهيب في المعتصم ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها * شمس الضحى وأبو إسحق والقمر ومثله في الحسن قول محمد بن شمس الخلافة شيئان حدث بالقساوة عنهما * قلب الذي يهواه قلبي والحجر وثلاثة بالجود حدث عنهم * البحر والملك المعظم والمطر ومن معجز التفسير ما جاء في الكتاب العزيز وهو قوله تعالى والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع فذكر سبحانه الجنس الأعلى أولا حيث قال كل دابة فاستغرق أجناس كل ما دب ودرج ثم فسر سبحانه هذا الجنس بعد ذلك بالأجناس المتوسطة والأنواع حيث قال فمنهم ومنهم ومنهم مراعيا للترتيب وذلك أنه قدم ما يمشي على غير آلة لكون الآية سيقت لبيان القدرة وتعجب السامع وما يمشي بغير آلة أعجب مما يمشي بالة فلذلك كان تقديمه ملائما لمقصود الآية الشريفة ثم ثنى بالأفضل فأتى بما يمشي على رجلين وهو الآدمي والطير لتمام خلق الإنسان وكمال صورته ولما في الطير من عجيب الطيران الدال على الخفة مع ما فيه من الكثافة الأرضية وثلث بما يمشي على أربع لأنه أحسن الحيوان البهيمي وأقواه فتضمنت هذه الكلمات التي هي بعض آية عدة من المحاسن وهي صحة التفسير وصحة التقسيم مع مراعاة الترتيب والإشارة وائتلاف اللفظ مع المعنى وحسن النسق والفرق بين التفسير والإيضاح أن التفسير تفصيل الإجمال والإيضاح رفع الإشكال لأن المفسر من الكلام لا يكون فيه إشكال وبيت صفي الدين على التفسير قوله هم النجوم بهم يهدى الأنام * وينجاب الظلام ويهمي صيب الديم والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي قوله ذكر الإمام وابنيه يفسره * علي والحسنان أكرم بذكرهم الشيخ عز الدين ما أفادنا في التفسير هنا شيئا وبيت بديعيتي أقول فيه عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وصحبه بالوجوه البيض يوم وغى * كم فسروا من بدور في دجى الظلم هذا هو التفسير الذي لا يستقل الفهم بمعرفة فحواه في الشطر الأول من البيت إلا بتفسيره من الشطر الثاني على الترتيب وأما ذكر الإمام علي كرم الله وجهه وذكر ولديه عليهما السلام في بيت الشيخ عز الدين رحمه الله فإنه غير محتاج إلى تفسير والله أعلم ( ذكر حسن الاتباع ) ذكراه يطربهم والسيف ينهل من * أجسامهم لم يشن حسن اتباعهم هذا النوع أعني حسن الاتباع هو أن يأتي المتكلم إلى معنى اخترعه الغير فيحسن اتباعه فيه بحيث يستحق بوجه من الوجوه الزائدة التي توجب للمتأخرين استحقاق معنى التقدم إما باختصار لفظه أو قصر وزن أو عذوبة لفظ أو تمكين قافية أو تتميم نقص أو تحلية من البديع توجب الاستحقاق كاتباع أبي نواس جريرا في قوله إذا غضبت عليك بنو تميم * حسبت الناس كلهم غضابا فنقل أبو نواس المعنى من الفخر إلى المدح بقوله وليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد فزاد زيادات منها قصر الوزن وحسن السبك وإخراج كلامه من الظن إلى اليقين وأيضا

409

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست