responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 408


مولاي يدعوك شيخ لا وقار له * حتى القيامة سكران ومخمور ما فيه للشيب إكرام فيزجره * عن الخمور ولا للسن توقير يقول بالأمرد المصقول عارضه * مقسما فيه تأنيث وتذكير وبالفتاة التي تنور مدخلها * بعد العشا لشوى الخصيان مسجور وبالعجوز التي في أصل عنبلها * غداة بعث المخاصي ينفخ الصور زبال زرع استها يسقى بدالية * وبظرها واقف في الزرع ناطور لها حر أشمط قد شاب مفرقه * عليه بظر طويل فيه تدوير كأنه شاعر قد جاء من حلب * شيخ على رأسه المحلوق طرطور هذا الاستطراد في البيت الأخير استطرد فيه إلى أبي الطيب وهو في غاية اللطف والظرف وقد تقدمت إشارته إلى طرطوره في الأبيات المتقدمة البائية ومن اختراعاته في هذا الباب قوله أحب من الكس تقبيله * إذا كان في شفتيه لعس ويعجبني منه أنى إذا * نقرت أنفه بقمدي عطس وواسعة السرم تشكو استها * إذا مسها النيك ضيق النفس فتاة لدرب استها حارس * يعلق من خصيتيه جرس ويعجبني قوله من قصيدة في استها سدرة إذا نفضوها * جمعوا لي من تحتها كف نبق وهو نبق بلا نوى أسود اللون * إذا لكته تحمض شدقي ( ذكر التفسير ) وصحبه بالوجوه البيض يوم وغى * كم فسروا من بدور في دجى الظلم هذا النوع أعني التفسير من مستخرجات قدامة وسماه قوم التبيين وهو أن يأتي المتكلم أو الشاعر في بيت بمعنى لا يستقل الفهم بمعرفة فحواه دون تفسيره إما في البيت الآخر أو في بقية البيت إن كان الكلام يحتاج إلى التفسير في أوله والتفسير يأتي بعد الشرط وما هو في معناه وبعد الجار والمجرور وبعد المبتدأ الذي يكون تفسيره خبره بشرط أن يكون المفسر مجملا والمفسر مفصلا فمن بديع التفسير الذي وقع في بيت واحد قول بعض المغاربة صالوا وجادوا وضاؤوا واحتبوا فهم * أسد ومزن وأقمار وأجبال فإنه أحسن الترتيب في عجز البيت كله وجعل المفسر في الصدر بحيث أتى كل قسم مستقلا بنفسه ومثال ما وقع من التفسير بعد الحروف المتضمنة معنى الشرط قول الفرزدق لقد جئت قوما لو لجأت إليهم * طريد دم أو حاملا ثقل مغرم لألفيت منهم معطيا ومطاعنا * وراءك شزرا بالوشيج المقوم والفرزدق ما راعى حسن الترتيب في بيته فإن عندهم عدم الترتيب مع حسن الجوار وقرب الملائم لا ينقص حسن الكلام البليغ ألا ترى إلى قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم ثم قال سبحانه وتعالى بعد ذلك وأما الذين ابيضت وجوههم ومن الأمثلة الواقعة بعد الجار والمجرور في باب التفسير قول شرف الدين القيرواني لمختلفي الحاجات جمع ببابه * فهذا له فن وهذا له فن فللخامل العليا وللمعدم الغنى * وللمذنب العقبى وللخائف الأمن ومما جاء من التفسير بعد المبتدأ قول ابن الرومي آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم * في الحادثات إذا دجون نجوم

408

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست