وكان فيهم شاب فقام وتقدم في المجلس وقال يا أمير المؤمنين أصابتنا سنون سنة أذابت الشحم وسنة أكلت اللحم وسنة أنقت العظم وفي أيديكم فضول أموال فإن كانت لنا لا تمنعونا وإن كانت لله ففرقوها على عباده وإن كانت لكم فتصدقوا إن الله يجزي المتصدقين قال عمر بن عبد العزيز ما ترك لنا الأعرابي في واحدة عذرا ووقف أعرابي على حلقة الحسن البصري فقال رحم الله من تصدق من فضله أو واسى من كفاف أو أثر من قوت قال الحسن ما ترك الأعرابي في واحدة عذرا ومن النظم قول زهير بن أبي سلمى في معلقته وأعلم ما في اليوم والأمس قبله * ولكنني عن علم ما في غد عم ونقل أبو نواس جد زهير إلى الهزل فقال أمر غد أنت منه في لبس * وأمس قد فات فاله عن أمس فإنما الشأن شأن يومك ذا * فباكر الشمس بابنة الشمس وقال ابن حيوس وأجاد في تقسيمه ثمانية لم يفترقن جميعها * فلا افترقت ما ذب عن ناظر شقر ضميرك والتقوى وكفك والندى * ولفظك والمعنى وسيفك والنصر ومنه قول الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض قدس الله روحه يقولون لي صفها فأنت بوصفها * خبير أجل عندي بأوصافها علم صفاء ولا ماء ولطف ولا هوى * ونور ولا نار وروح ولا جسم وأنشد سيبويه بيتا بديعا على هذا الباب وهو قوله فقال فريق القوم لا وفريقهم * نعم وفريق أيمن الله ما ندري ويعجبني قول الحماسي في هذا الباب وهبها كشيء لم يكن أو كنازح * عن الدار أو من غيبته المقابر ويعجبني قول أبي تمام في مجوسي أحرق بالنار صلى لها حيا وكان وقودها * ميتا ويدخلها مع الفجار ومنه قول عمرو بن الأهتم اشربا ما شربتما فهذيل * من قتيل أو هارب أو أسير