responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 362


الشواهد على هذا النوع قوله تعالى فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ومنه قول امرئ القيس هضيم الحشا لا يملأ الكف خصرها * ويملأ منها كل حجل ودملج وبيت الشيخ صفي الدين في بديعيته على هذا النوع أغر لا يمنع الراجلين ما طلبوا * ويمنع الجار من ضيم ومن حرم والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين قوله لم ينف ذما بإيجاب المديح فتى * إلا وعاقدت فيه الدهر بالسلم وبيت بديعيتي إيجابه بالعطايا ليس يسلبه * ويسلب المن منه سلب محتشم ( ذكر التقسيم ) هداه تقسيمه حالي به صلحت * حيا وميتا ومبعوثا مع الأمم التقسيم أول أبواب قدامة وهي في اللغة مصدر قسمت الشيء إذا جزأته وفي الاصطلاح اختلفت فيه العبارات والكل راجع إلى مقصود واحد وهو ذكر متعدد ثم إضافة ما لكل إليه على التعيين ليخرج اللف والنشر هذه عبارة صاحب التلخيص وذكر بعضها في الإيضاح وقال السكاكي هو أن يذكر المتكلم شيئا ذا جزأين أو أكثر ثم يضيف إلى كل واحد من أجزائه ما هو له عنده ومنهم من قال هو أن يريد المتكلم متعددا أو ما هو في حكم المتعدد ثم يذكر لكل واحد من المتعددات حكمه على التعيين وتعجبني بلاغة زكي الدين بن أبي الأصبع فإنه قال التقسيم عبارة عن استيفاء المتكلم أقسام المعنى الذي هو آخذ فيه ومثل ذلك قوله تعالى هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا ليس في رؤية غير الخوف من الصواعق والطمع في الأمطار ولا ثالث لهذين القسمين ومن لطيف ما وقع في هذه الجملة من البلاغة تقديم الخوف على الطمع إذ كانت الصواعق لا يحصل فيها المطر في أول برقة ولا يحصل إلا بعد تواتر البرقات فإن تواترها لا يكاد يكذب ولهذا كانت العرب تعد سبعين برقة ثم تنتجع فلا تخطئ الغيث والكلأ وإلى هذا المعنى أشار المتنبي بقوله وقد أرد المياه بغير هاد * سوى عدي لها برق الغمام فلما كان الأمر المخوف من البرق يقع في أول برقة أتى ذكر الخوف في الآية الكريمة أولا ولما كان الأمر المطمع إنما يقع من البرق بعد الأمر المخوف أتى ذكر الطمع في الآية الكريمة ثانيا ليكون الطمع ناسخا للخوف لمجيء الفرج بعد الشدة ومنه قوله تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم فاستوفت الآية الكريمة جميع الهيئات الممكنات ومنه قوله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله فاستوفت الآية الكريمة جميع الأقسام التي يمكن وجودها فإن العالم جميعه لا يخلو من هذه الأقسام الثلاثة ومنه قوله تعالى له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك فالآية الشريفة جامعة لأقسام الزمان الثلاثة ولا رابع لها والمراد الحال والماضي والمستقبل فله ما بين أيدينا المراد به المستقبل وما خلفنا المراد به الماضي وما بين ذلك الحال وفي الحديث النبوي قوله ما لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت ومنه قوله من أقام الصلاة كان مسلما ومن أتى الزكاة كان محسنا ومن شهد أن لا إله إلا الله كان مخلصا فإنه صلوات الله عليه استوعب الوصف الذي من الدرجات العليا والوسطى والسفلى ومنه قول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنعم على من شئت تكن أميره واستغن عمن شئت تكن نظيره واحتج إلى من شئت تكن أسيره فإنه استوعب أقسام الدرجات وأقسام أحوال الإنسان بين الفضل والكفاف والنقص ويحكى أن بعض وفود العرب قدم على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه

362

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست