responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 361


قالوا طويل نجاد السيف قلت وكم * لناره ألسن تكني عن الكرم تقدم القول إن الناس كنوا بطول النجاد عن طول القامة وبكثرة الرماد عن كثرة القرى ولكن الكناية بألسن النار عن كثرة الكرم والقرى لا تخفى استعارتها التي كادت تقوم مقام الحقيقة من المحاسن الظاهرة والله أعلم بالصواب ( ذكر الجمع ) آدابه وعطاياه ورأفته * سجية ضمن جمع فيه ملتئم هذا النوع أعني الجمع هو أن يجمع المتكلم بين شيئين فأكثر في حكم واحد كقوله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا جمع سبحانه وتعالى المال والبنون في الزينة ومنه قوله تعالى الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان فجمع بين الشمس والقمر في الحسبان وجمع بين النجم والشجر في السجود ومنه قوله من أصبح امنا في سربه معافا في بدنه ويروى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها فجمع الأمن ومعافاة البدن وقوت اليوم في حوز الدنيا بحذافيرها وهي النواحي والواحد حذفار ومنه قول الشاعر إن الشباب والفراغ والجدة * مفسدة للمرء أي مفسدة فجمع بين الشباب والفراغ والجدة في المفسدة وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في الجمع قوله آراؤه وعطاياه ونقمته * وعفوه رحمة للناس كلهم وبيت العميان في بديعيتهم قد أحرز السبق والإحسان في نسق * والعلم والحلم قبل الدرك للحلم وبيت الشيخ عز الدين للفصل والفضل والألطاف منه يرى * والعلم والحلم جمع غير منخرم قلت حشو لفظة يرى في بيت الموصلي أذهب طلاوة الانسجام وبيت بديعيتي آدابه وعطاياه ورأفته * سجية ضمن جمع فيه ملتئم ( ذكر السلب والإيجاب ) إيجابه بالعطايا ليس يسلبه * ويسلب المن منه سلب محتشم هذا النوع أعني السلب والإيجاب ذكر ابن أبي الأصبع في تحرير التحبير أنه من مستخرجاته ولكن رأيت لأبي هلال العسكري تقريرا حسنا على هذا النوع وهو أن يبني المتكلم كلامه على نفي شيء من جهة وإثباته من جهة أخرى والذي قرره ابن أبي الأصبع هو أن يقصد المادح إفراد ممدوحه بصفة لا يشركه فيها غيره فينفيها في أول كلامه عن جميع الناس ويثبتها لممدوحه بعد ذلك كقول الخنساء في أخيها وما بلغت كف امرئ متطاولا * من المجد إلا والذي نلت أطول ولا بلغ المهدون للناس مدحة * وإن أطنبوا إلا الذي فيك أفضل قال الشيخ زكي الدين بن أبي الأصبع ويروى متناولا ونصبها على أنها مفعول به وما هنا أبلغ وعلى هذه الرواية رسمنا هذا الشاهد وأخذ أبو نواس معنى البيت الثاني ولكن لم يتمكن منه إلا في بيتين ومع ذلك قصر عنه تقصيرا زائدا فقال إذا نحن أثنينا عليك بصالح * فأنت كما نثني وفوق الذي نثني وإن جرت الألفاظ منا بمدحة * لغيرك إنسانا فأنت الذي نعني هذا كله عين كلام الخنساء ولكن فاته وإن أطنبوا في بيت الخنساء وقولها وما بلغ المهدون وكل هذه المبالغات قصر عنها أبو نواس والفرق بين فأنت الذي نعني وبين الذي فيك أفضل ظاهر وأعظم

361

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست