من تقدمه ويكون محتاجا إلى استعماله في بيت من قصيدة له فيورده ويولد منه معنى آخر كقول القطامي قد يدرك المتأني بعض حاجته * وقد يكون مع المستعجل الزلل وقال من بعده ونقص الألفاظ وزاد تمثيلا وتوكيدا وتذييلا فمعنى صدر هذا البيت معنى بيت القطامي بكماله ومعنى عجزه نوع التذييل وما تقدم ذكره وهو مولد قال ابن أبي الأصبع في تحرير التحبير أغرب ما سمعت في التوليد قول بعض العجم كأن عذاره في الخد لام * ومبسمه الشهي العذب صاد وطرة شعره ليل بهيم * فلا عجب إذا سرق الرقاد فإن هذا الشاعر ولد من تشبيه العذار باللام وتشبيه الفم بالصاد لصا وولد من معناه ومعنى تشبيه الطرة بالليل ذكر سرقة النوم فحصل في البيت توليد وإغراب وإدماج وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته على هذا النوع من سبق لا يرى سوط لها سملا * ولا جديد من الأرسان واللجم بيت صفي الدين هنا غير صالح للتجريد وقد تكرر عليه هذا النقد في كثير من الأبيات فإن بيته لم يظهر له معنى إن لم ينشد البيت الذي قبله وهذا العيب سماه علماء هذا الفن التضمين ويأتي الكلام عليه في موضعه ولكن هو أقبح ما يكون في البديعيات لأن المراد من بيت البديعيات أن يكون بمجرده شاهدا على النوع المذكور ليس له تعلق بما قبله ولا بما بعده وبيت صفي الدين مولد من قول أبي عبد الله بن الحجاج خرقت صفوفهم بأقب نهد * مراح السوط متعوب العنان والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين ما لي بتوليد مدحي في سواه هدى * لمعشر شبهوا الهندي بالجلم وبيت عز الدين هنا صالح للتجريد فإن ضميره عائد إلى النبي وأما قوله لمعشر شبهوا الهندي بالجلم فإنه ذكر في شرحه أنه ولده من قول أبي الطيب المتنبي فالعيس أعقل من قوم رأيتهم * عما أراه من الإحسان عميانا ثم قال في الشرح ما شبه السيف بالمقص إلا أعمى قلت ومن أين لنا أن تشبيه السيف بالجلم مولد من بيت المتنبي وألفاظها ومعانيها ظاهرة للمتأمل وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي توليد نصرتهم يبدو بطلعته * ما السبعة الشهب ما توليد رملهم معنى هذا البيت ولدته من قول أبي تمام والنصر من شهب الأرماح لامعة * بين الخميس علا في السبعة الشهب ولكن ذكر التوليد هنا وهو اسم النوع البديعي مع النصرة لا تخفى محاسنه على حذاق الأدب فإنه التوليد في التوليد وذكر الرمل هنا توليد آخر وقد جمعت في صدر هذا البيت وعجزه بين التوليد الذي هو المراد من التورية في تسمية النوع وبين التذييل بقولي بعد تتمة الفائدة ما توليد رملهم وبين مراعاة النظير بذكر التوليد والرمل والسبعة الشهب والنصرة وجمعت بين قسمي التوليد في اللفظ والمعنى والذي بينهما من توليد المحاسن الظاهرة الزائدة على بيت أبي تمام غير خاف على المتأمل المنصف والله أعلم ( ذكر الكناية ) قالوا طويل نجاد السيف قلت وكم * لناره ألسن تكني عن الكرم الكناية هي الإرداف بعينه عند علماء البيان وإنما علماء البديع أفردوا الإرداف عنها والكناية