responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 354


الاعتبار ثلاثة أقسام القسم الأول من التورية المهيأة وهو الذي تتهيأ فيه التورية من قبل وقد استشهدوا على ذلك بقول ابن سناء الملك يمدح الملك المظفر صاحب حماة وسيرك فينا سيرة عمرية * فروحت عن قلب وأفرجت عن كرب وأظهرت فينا من سميك سنة * فأظهرت ذاك الفرض من ذلك الندب الشاهد هنا في الفرض والندب وهما يحتملان أن يكونا من الأحكام الشرعية وهذا هو المعنى القريب الموري به ويحتمل أن يكون الفرض بمعنى العطاء والندب صفة الرجل السريع في قضاء الحوائج الماضي في الأمور وهذا هو المعنى البعيد الموري عنه ولولا ذكر السنة لما تهيأت التورية فيهما ولا فهم من الفرض والندب الحكمان الشرعيان اللذان صحت بهما التورية القسم الثاني من التورية المهيأة وهو الذي تتهيأ فيه التورية بلفظة من بعد ومن أمثلته نثرا قول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الأشعث بن قيس إنه كان يحوك الشمال باليمين فالشمال يحتمل أن يكون جمع شملة وهذا هو المعنى البعيد الموري عنه ويحتمل أن يراد بها الشمال التي هي إحدى اليدين وهذا هو المعنى القريب الموري به ولولا ذكر اليمين بعد الشمال لما تنبه السامع لمعنى اليد ومنه نظما قول الشاعر لولا التطير بالخلاف وأنهم * قالوا مريض لا يعود مريضا لقضيت تحبا في جنابك خدمة * لأكون مندوبا قضى مفروضا فالمندوب هنا يحتمل الميت الذي يبكى عليه وهذا هو المعنى البعيد الموري عنه وهو المراد ويحتمل أن يكون أحد الأكام الشرعية وهو المعنى القريب الموري به ولولا ذكر المفروض بعده لم يتنبه السامع لمعنى المندوب ولكنه لما ذكرت تهيأت التورية بذكره ومثله قول أبي الحسين الجزار يا عذولي دعني من العذل إن * النصح في مذهب الهوى تحريض مت لما نأى فها أنا مندوب * فراق وحبه مفروض الكلام على هذا الشاهد كالكلام على الذي قبله القسم الثالث من التورية المهيأة وهو الذي تقع التورية فيه في لفظين لولا كل منهما لما تهيأت التورية في الآخر واستشهدوا على ذلك بقول عمر بن أبي ربيعة المخزومي وهو أيها المنكح الثريا سهيلا * عمرك الله كيف يلتقيان هي شامية إذا ما استقلت * وسهيل إذا استقل يماني الشاهد في البيت الأول في الثريا وسهيل فإن الثريا يحتمل أن يكون أراد بها بنت علي بن عبد الله بن الحرث بن أمية الأصغر وهذا هو المعنى البعيد الموري عنه وهو المراد والقريب ثريا السماء وهذا هو المعنى القريب الموري به وسهيل يحتمل أيضا سهيل بن عبد الرحمن بن عوف وقيل كان رجلا مشهورا من اليمن وهذا هو المعنى البعيد الموري عنه ويحتمل النجم المعروف بسهيل وهذا هو المعنى القريب الموري به ولولا ذكر الثريا التي هي النجم لم يتنبه السامع لسهيل وكل واحد منهما صالح للتورية والتورية هنا لا تصلح أن تكون مرشحة ولا مبينة لأن الترشيح والتبيين لا يكون كل منهما إلا بلازم خاص والفرق بين اللفظ الذي تتهيأ به التورية واللفظ الذي تترشح به واللفظ الذي تتبين به أن اللفظ الذي تقع به التورية مهيأة لو لم يذكر لما تهيأت التورية أصلا واللفظ المرشح والمبين إنما هما مقويان للتورية فلو لم يذكرا لكانت التورية موجودة وسبب نظم هذين البيتين أن سهيلا المذكور تزوج الثريا المذكورة وكان بينهما بون بعيد في الخلق فإن الثريا كانت مشهورة في زمانها بالجمال وسهيل بالعكس وهذا مراد الناظم بقوله عمرك الله كيف يلتقيان وأيضا هي شامية الدار وسهيل يماني انتهى الكلام على التورية المهيأة وهي آخر أنواع التورية وهنا تنبيه فيه فائدة وهو أن مشايخ هذا العلم قالوا ليس كل لفظ مشترك بين معنيين تتصور فيه

354

نام کتاب : خزانة الأدب وغاية الأرب نویسنده : علي بن محمد الحموي ( ابن حجة الحموي )    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست