responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 59


الذهن إلى فهم المعنى ، والعراء عن القرينة ، ومن علامات المجاز إطلاق اللفظ على ما يستحيل تعلقه به ، واستعمال اللفظ في المعنى المنسي ، كاستعمال لفظ الدابة في الحمار ، فإنه موضوع في اللغة لكل ما يدب على الأرض ، انتهى .
قال ابن برهان : وقال الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني : لا مجاز في لغة العرب .
و حكى التاج السبكي عن خط الشيخ تقي الدين بن الصلاح أن أبا القاسم بن كج حكى عن أبي علي الفارسي إنكار المجاز ، فقال إمام الحرمين في التلخيص ، والغزالي في المنخول : لا يصح عن الأستاذ هذا القول ، وأما عن الفارسي فإن الإمام أبا الفتح بن جني تلميذ الفارسي ، وهو أعلم الناس بمذهبه ، ولم يحك عنه ذلك ، بل حكى عنه ما يدل على إثباته .
ثم قال ابن برهان بعد كلام أورده : ومنكر المجازات في اللغة جاحد للضرورة ، ومعطل محاسن لغة العرب ، قال امرؤ القيس : فقلت له لما تمطى بصلبه * وأردف أعجازا وناء بكلكل و ليس لليل صلب ولا أرداف .
و أما المشترك فهو اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين فأكثر دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة ، واختلف الناس فيه ، فالأكثرون على أنه ممكن الوقوع ، لجواز أن يقع أما من واضعين بأن يضع أحدهما لفظا لمعنى ، ثم يضعه الآخر لمعنى آخر ، ويشتهر ذلك اللفظ ما بين الطائفتين في إفادة المعنيين ، وهذا على أن اللغات غير توقيفية وإما من واضع واحد لغرض الإبهام على السامع ، حيث يكون التصريح سببا لمضرة ، كما روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقد سأله رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم وقت ذهابهما إلى الغار : من هذا ؟ قال رجل يهديني السبيل .
و الأكثرون أيضا على أنه واقع لنقل أهل اللغة ذلك في كثير من الألفاظ ، ومن الناس من أوجب وقوعه قال : لأن المعاني غير متناهية ، والألفاظ متناهية ، فإذا وزع لزم الاشتراك ، وذهب بعضهم إلى أن الاشتراك أغلب ، كذا في المزهر ، ومن أمثلة المشترك الرؤية والعين والهلال والخال ، وسيأتي بيان ذلك كله في مواضعه .
و أما الأضداد فنقل السيوطي عن المبرد في كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه : في كلام العرب اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين ، واختلاف اللفظين والمعنى واحد ، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين .
فالأول كقولك : ذهب وجاء وقام وقعد ، ورجل وفرس ويد ورجل .
و أما الثاني فكقولك : حسبت وظننت وقعدت وجلست ، وذراع وساعد وأنف ومرسن .
و أما الثاني فكقولك : وجدت شيئا ، إذا أردت وجدان الضالة ، ووجدت على الرجل ، من الموجدة ، ووجدت زيدا كريما أي علمت ، ومنه ما يقع على شيئين متضادين ، كقولهم : جلل للصغير وللكبير ، والجون للأسود والأبيض . قلت : ومثله كلام ابن فارس في فقه اللغة ، وبسطه أبو الطيب اللغوي في كتاب الأضداد .
و أما المترادف فقال الإمام فخر الدين الرازي : هو الألفاظ المفردة الدالة على شي واحد باعتبار واحد ، والفرق بينه وبين التوكيد ، أن أحد المترادفين يفيد ما أفاده الآخر ، كالإنسان والبشر ، وفي التوكيد يفيد الثاني تقوية الأول ، والفرق بينه وبين التابع ، أن التابع وحده لا يفيد شيئا ، كقولنا عطشان نطشان .
قال التاج السبكي في شرح المنهاج : وذهب بعض الناس إلى إنكار المترادف في اللغة العربية ، وزعم أن كل ما يظن من المترادفات فهو من المتباينات التي تتباين بالصفات ، كما في الإنسان والبشر ، فإن الأول موضوع له باعتبار النسيان أو الإنس ، والثاني باعتبار أنه بادي البشرة ، وكذا الخندريس والعقار ، فإن الأول باعتبار العتق ، والثاني

59

نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست