نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 436
قَارِصٍ ، ولَيْسَ هُوَ الحلَبَ الذي هو اللَّبَنُ المَحْلُوبُ ، أَو الحَلِيبُ : ما لمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ، واعْتَبَرَ هذَا القَيْدَ بعضُ المُحَقِّقِينَ ، والحَلِيبُ : شَرَابُ التَّمْرِ مجازاً قال يَصِفُ النخْلَ [1] : لَهَا حلِيبٌ كَأَنَّ المِسْكَ خَالَطَهُ * يَغْشَى النَّدَامَى عليه الجُودُ والرَّهَقُ وفي المثَلِ " حُلِبَتْ صُرَامُ " يُضْرَبُ عِنْدَ بُلُوغِ الشَّرِّ حَدَّهُ ، والصُّرامُ آخِرُ اللَّبَنِ ، قاله المَيْدَانيُّ . والإِحْلاَبَةُ والإِحْلاَبُ ، بكَسْرِهِمَا : أَنْ تَحْلِبَ بضم اللام وكسرها لأَهْلِكَ وأَنْتَ في المَرْعَى لَبَناً ثُمَّ تَبْعَثَ بِهِ إليْهِم وقَدْ أَحْلَبْتُهُمْ [2] واسْمُ اللَّبَنِ الإِحْلاَبَةُ أَيضاً ، قال أَبو منصور : وهذا مسموعٌ عن العرب صحيحٌ ، ومنه الإِعْجَالَةُ والإِعْجَالاَتُ أَو الإِحْلاَبَةُ : مَا زَادَ عَلَى السِّقَاءِ مِنَ اللَّبَنِ إذا جاءَ به الرَّاعِي حِينَ يُورِدُ إبلَهُ وفيه اللَّبَنُ ، فَمَا زَادَ عَلَى السِّقَاءِ فهو إحْلاَبَةُ الحَيِّ ، وقِيلَ : الإِحْلاَبَةُ والإِحْلاَبُ مِنَ اللَّبَنِ : أَنْ تَكونَ إبلُهُم في المرَاعِي ، فمَهْمَا حَلَبُوا جَمَعُوا فَبَلغَ وَسْقَ بَعِيرٍ حَمَلُوهُ إلى الحَيِّ ، تَقُولُ منه : أَحْلَبْتُ أَهْلِي ، يُقَالُ : قدْ جَاءَ بِإحْلاَبَيْنِ وثَلاَثَةِ أَحَالِيبَ ، وإذَا كَانُوا في الشَّاءِ والبَقَرِ فَفَعَلُوا ما وَصَفْت قالُوا : جاءُوا بِإمْخَاضَيْنِ وثَلاَثَةِ أَمَاخِيضَ ، وتقول العربُ : " إنْ كُنْتَ كَاذِباً فَحَلَبْتَ قَاعِداً " يُرِيدُونَ أَنَّ إبِلَه تَذْهَبُ فيَفْتَقِرُ فيصيرُ صاحبَ غَنَم ، فبَعْدَ أَنْ كانَ يَحْلُبُ الإِبلَ قائَماً صارَ يَحْلُبُ الغَنَمَ قاعداً ، وكَذَا قَوْلُهُم " مَالَهُ حَلَبَ قَاعِداً وأَصبحَ بَارِداً " أَيْ حَلَبَ شاةً وشَرِبَ مَاءً بارِداً لاَ لَبَناً حَارًّا ، وكذا قولُهُم : " حَلَبَ الدَّهْرَ أَشْطُرَه " أي اخْتَبَرَ خَيْرَ الدَّهْرِ وشَرَّهُ ، كل ذلك في مجمع الأَمثال للميدانيّ ، والحَلُوبُ : ما يُحْلَبُ ، قال كعبُ ابن سَعْدٍ الغَنَوِيُّ يَرْثِي أَخاهُ . يَبِيتُ النَّدَى يَا أُمَّ عَمْرٍو ضَجِيعَهُ * إذَا لَمْ يَكُنْ في المُنْقِيَاتِ حَلُوبُ في جُمْلَةِ اَبياتٍ له ، والمُنْقِيَاتُ جَمْعُ مُنْقِيَةٍ ، ذات النِّقْيِ ، وهو الشَّحْمُ ، وكذلك الحَلُوبَةُ ، وإنما جاءَ بالهَاءِ لأَنك تُرِيدُ الشيءَ الذي يُحلَب ، أَي الشيءَ الذي اتخَذُوه لِيَحْلُبُوهُ ، وليس لتكثِيرِ الفِعْلِ ، وكذلك القول في [3] الرَّكُوبَةُ وغيرُهَا ونَاقَةٌ حَلُوبَةٌ وحَلُوبٌ لِلَّتي تُحْلَبُ ، والهَاءُ أَكْثَرُ ، لأَنها بمعنى مَفْعُولَة ، قال ثعلب : نَاقَةٌ حَلُوبَة : مَحْلُوبَةٌ وفي الحديث " إيَّاكَ والحَلُوبَ " أي ذاتَ اللَّبَنِ ، يقالُ : نَاقَةٌ حَلُوبٌ ، أَي هي مِمَّا [4] تُحْلَبُ ، والحَلُوبُ والحَلُوبَةُ سواءٌ ، وقيل : الحَلُوبُ الاسمُ ، والحَلُوبَةُ الصِّفَةُ وحلُوبَةُ الإِبِلِ والغَنَم الواحِدَةُ [5] فَصَاعِداً قاله اللِّحْيَانيّ ، ومنه حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ " ولا حَلُوبَةَ في البَيْتِ " أَي شَاة تُحْلبُ ورَجُلٌ حَلُوبٌ : حَالِب أَي فهو على أَصْلِه في المُبَالَغَة ، وقد أَهمله الجوهريُّ ، وفي لسان العرب : وكذلك كُلُّ فَعُولٍ إذا كان في مَعْنَى مَفْعُولٍ تَثْبُتُ فيه الهَاءُ ، وإذَا كان في مَعْنَى فاعِلٍ لم تثبُتْ فيه الهاءُ ج أَي الحَلُوبَةِ حَلاَئِبُ وحُلُبٌ ، بضمتين قال اللِّحْيَانيّ : كلُّ فَعُولَةٍ من هذَا الضَّرْبِ من الأَسماءِ إن شئتَ أَثْبَتَّ فيه الهَاءَ وإنْ شئتَ حَذَفْتَ [6] ، وَقَال ابن بَرِّيّ : ومن العرب مَنْ يَجْعَلُ الحَلُوبَ واحدةً ، وشاهدُه بيت الغَنَويِّ يَرْثِي أَخَاهُ ، وقد تَقَدَّم ، ومنهم من يَجْعَلُه جَمْعاً ، وشاهدُه قَوْلُ نَهِيكِ بنِ إسَافٍ الأَنْصَارِيِّ : تَقَسَّمَ جِيرَانِي حَلُوبِي كَأَنَّمَا * تَقَسَّمَهَا ذُؤبَانُ زَوْرٍ ومَنْوَرِ أَي تَقَسَّمَ جِيرَانِي حَلاَئِبِي ، وزَوْرٌ ومَنْوَرٌ : حَيَّانِ منْ أَعْدَائِهِ ، وكذلك الحَلُوبَةُ تكون واحدةً وجمْعاً ، والحَلُوبَةُ تكون واحدةً وجمْعاً ، والحَلُوبَةُ لِلْوَاحِدَة ، وشاهدُه قولُ الشاعر : مَا إنْ رَأَيْنَا في الزَّمَانِ ذي الكَلَبْ * حَلُوبَةً واحدةً فتُحْتَلَبْ والحَلُوبَةُ للجَمْعِ [7] شاهدُهُ قولُ الجُمَيْج بنِ مُنْقِذٍ : لَمَّا رَأَتْ إبلِي قَلَّتْ حَلُوبَتُهَا * وكُلُّ عَامِ عَلَيْهَا عَامُ تَجْنِيبِ
[1] عن اللسان ، وبهامشه : " قوله شراب التمر الخ في مادة رهق من اللسان ما نصه : وأنشد في وصف كرمة وشرابها . . الخ وقال : أراد عصير العنب . [2] في الصحاح : تقول منه : أحلبت أهلي . وفي المقاييس : تقول أحلبهم إحلابا . [3] زيادة عن اللسان . [4] في اللسان : يحلب . [5] في نسخة من القاموس : الواحدة منه [ وبأخرى تقديم وتأخير ] . [6] اللسان : حذفته . [7] اللسان : للجميع .
436
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 436