نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 312
جَارِية مَنْصُوبٌ على أَنه مَفْعُولٌ ثَانٍ لأُنْكِحَنَّ خِدَبَّهْ [1] أَي الضَّخْمَةَ الطَوِيلَةَ ، ويروى : جَارِيةً كالقُبَّة . مُكْرَمَةً مُحَبَّهْ أَي مَحْبُوبَةً ، ويُرْوَى بَعْدَه : تُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهْ * تَجُبُّ أَهْلَ الكَعْبَة يُدْخِلُ فِيها زُبَّه أَيْ تَغْلِبُهُن أَيْ نسَاءَ قرَيشٍ حُسْناً فِي حُسْنهَا ، ومنه قَوْلُ الرَّاجِزِ : جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ ودَارُ بَبَّةَ بِمَكَّةَ عَلَى رَأْسِ رَدْمِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ، كَأَنَّهَا نُسِبَتْ إلى عَبْدِ الله بنِ الحَارِثِ . وَببَّةُ الجُهنِيُّ : صَحَابِيٌّ ، ويُقَالُ فيه نَبَّه بالنُّونِ ونُبَيْة مُصَغَّراً أَيْضاً ، كَذَا في مُعْجَمِ ابْنِ فَهْد . والبَبُّ : البَأْجُ ، والغُلاَمُ السّائِلُ وهو السَّمِينُ ، عن ابن الأعْرَابيّ . وجَاءَ في كِتَابِ البُخَارِيِّ " قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه : لَئنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لأُلْحِقَنَّ آخِرَ النَّاسِ بِأَوَّلِهِمْ حَتَّى يَكُونُوا بَبَّاناً وَاحِداً " . وفِي طَرِيقٍ آخَرَ " إنْ عِشْتُ فَسَأَجْعَلُ النَّاسَ بَبَّاناً وَاحِداً " ويُقَالُ هُمْ بَبَّانٌ وَاحدٌ ، وهُمْ عَلَى بَبَّانٍ وَاحِدٍ هذَا هو المشهُورُ ويُخَفَّفُ ، مَالَ إليه أَبُو عَليٍّ الفارسيُّ ، بَلْ رَجَّحَه حَيْثُ نقلَ عنه ابنُ المُكرَّمِ [2] أَنَّه فَعّالٌ من بَابِ كَوْكَبٍ ولا يَكونُ فَعْلاَناً [3] لأَنَّ الثلاَثَةَ لا تَكُونُ مِن مَوْضِعٍ واحِدِ ، قال [4] ثَعْلَبٌ وبَبَّةُ يَرُدُّ قَوْلَ أَبِي عَلِيٍّ . قُلْتُ : هُوَ اسْمُ صَوْت لاَ يُعْتَدُّ بِهِ . أَيْ عَلَى طَرِيقَةِ وهُمْ بَبَّانٌ وَاحِدٌ أَيْ سَوَاءٌ كَمَا يُقَالُ : بَأْجٌ وَاحدٌ . وفي قوْل عُمَرَ يُرِيدُ التَّسْوِيَةَ في القَسْمِ وكَانَ يُفَضِّلُ المُجَاهدينَ [5] وأَهْلَ بَدْر في العَطَاءِ ، قال أَبُو عَبْدِ الرَّحْمنِ بنُ مَهْدِيّ : أَيْ [6] شَيْئاً وَاحداً ، قال أَبُو عُبَيْدٍ : وَلاَ أَحْسَبُ الكَلِمَةَ عَرَبِيَّةً ، قَالَ : ولَمْ أَسْمَعْهَا في غَيْرِ هذَا الحَديث ، وقال أَبُو سَعيدٍ الضَّرِيرُ : لاَ يُعْرَفُ بَبَّانٌ في كَلاَمِ العَرَبِ ، قال : والصَّحيحُ عنْدَنَا " بَيَّاناً وَاحداً " قَالَ وأَصْلُ هذه الكَلِمَة أَنَّ العَرَبَ تَقُولُ إذَا ذَكَرَتْ مَنْ لاَ يُعْرَفُ : هَذَا هَيَّانُ بْنُ بَيَّان ، كَمَا يُقَالُ : طَامرُ بْنُ طَامِرٍ . قَالَ : فالمَعْنَى لأُسَوِّيَنَّ بَيْنَهُمْ فِي العَطَاءِ حَتَّى يَكُونُوا شَيْئاً وَاحِداً ، وَلاَ أُفَضِّلُ أَحَداً عَلَى أَحَد ، قال الأَزْهَرِيُّ : لَيْسَ كَمَا ظَنَّ ، وَهذَا حديث مَشْهُورٌ رَوَاهُ أَهْلُ الإِتْقَانِ ، وكَأَنَّها لُغَةٌ يمانيَةٌ ولم تَفْشُ في كلام مَعَدٍّ ، وقال الجوْهرِيّ : هذَا الحرْفُ هكذا سُمِعَ ، ونَاسٌ يَجْعَلُونَهُ من هيَّانَ بن بَيَّانَ ، قال : ولا أَراهُ محْفُوظاً عن العَرب ، قال أَبُو مَنْصُورٍ : بَبَّانُ حَرْفٌ رواهُ هِشَامُ بنُ سعْدٍ وأَبُو مَعْشَرٍ عن زيد بن أَسْلَمَ عن أَبِيهِ : سمعْتُ عُمَر . ومثْلُ هؤُلاَءِ الرُّوَاةِ لاَ يُخْطئونَ فيُغَيِّرُوا ، وبَبَّانُ وإنْ لَمْ يكُنْ عربِيًّا مَحْضاً فهو صحيحٌ بهذَا المَعْنَى ، وقال الليثُ : بَبَّانُ علَى تَقْدير فَعْلاَنَ ، ويقال عَلى تَقْدِيرِ فَعَّالٍ ، قال : والنُّونُ أَصْلِيَّةٌ ولا يُصَرَّفُ منه فعْلٌ ، قال : وهُو والبَأْجُ بمَعْنًى وَاحدٍ ، وقال الأَزْهَريّ وَبَبَّانُ كَأَنَّهَا لُغَةٌ يَمَانيةٌ ، وحَكَى ثَعْلَبٌ : النَّاسُ بَبَّانٌ وَاحدٌ لاَ رَأْسَ لَهُمْ ، وقال شيخُنَا : واخْتَلَفُوا في مَعْنَاهُ عَلَى ثَلاَثَة أَقْوَال : أَحدُهَا وهو قَوْلُ الأَكْثَرِ أَنَّهُ الشَّيْءُ الوَاحدُ ، وقال الزمخشريُّ : الضَّرْبُ الوَاحِدُ . وثانِيهِمَا : الجَمَاعَةُ والاجْتِمَاع ، وإليهِ مَالَ أَبُو المُظَفَّر وغيرُه . ثَالِثَها أَنَّهُ المُعْدِمُ الذِي لا شَيْءَ له ، كما نقله عيَاضٌ عنِ الطَّبْرِيّ ، وذكرَهُ في التوشيح أَيضاً ، وإنْ أَغْفَلُوه تقْصيراً ، انتهى . والبأْبَبَة : هَدِيرُ الفَحْلِ في تَرْجِيعِه تَكْرَاراً له [7] ، قال رُؤبة :
[1] فرق الشارح الرجز خلال شرحه وهو : جارية خدبة . [2] ابن المكرم يعني صاحب اللسان ، وقد أشار إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية . [3] اللسان : فعلان . [4] بالأصل : قال ثعلب خطأ وما أثبتناه عن اللسان ولم ينسب فيه القول . وأما قول ثعلب في اللسان : وحكى ثعلب : الناس ببان واحد لا رأس لهم . وسيرد فوله قريبا . . [5] كذا بالأصل واللسان ، وفي الصحاح : المهاجرين . [6] اللسان : أي . [7] قال الأصطخري : بسبة العليا وبسبة السفلى من أعمال فرغانة .
312
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي جلد : 1 صفحه : 312