responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 255


والنَّأْنَأُ بالقصر كفَدْفَدٍ : المُكْثِرُ تَقليبَ الحَدَقَةِ قال في المحكم : والمعروف رَأْراءٌ [1] والعاجزُ الجبانُ الضعيف كالنَّأْناءِ بالمدّ والنُّؤْنوءِ كعُصفور وفي بعض النسخ بالقصر ، والمُنَأْنَإِ كمُعَنْعَن على صيغة اسم المفعول ، وإنَّما قيل للضعيف ذلك لكونه مَكْفوفاً عمَّا يقوم عليه القويُّ ، قال امرؤُ القيس :
لَعَمْرُكَ ما سَعْدٌ بخُلَّةِ آثِمٍ * ولا نَأْنَإٍ عندَ الحِفاظِ ولا حَصِرْ < / كلمة = نأنأ > < كلمة = نبأ > [ نبأ ] : النَّبَأُ محرَّكَةً الخَبَرُ وهما مترادفانِ ، وفرَّق بينهما بعضٌ ، وقال الراغبُ : النَّبَأُ : خَبَرٌ ذو فائدةٍ عظيمةٍ ، يحصلُ به عِلْمٌ أَو غَلَبَة ظَنٍّ ، ولا يُقال للخبر في الأَصلِ نَبَأٌ حتَّى يتضمَّنَ هذه الأَشياءَ الثلاثة ويكون صادِقاً [2] ، وحقُّه [3] أَن يتعَرَّى عن الكذب ، كالمُتواتِر وخَبَرِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ، ولتَضَمُّنِه [4] معنى الخَبَرِ يقال : أَنْبَأْتُه بكذا ، ولتضمُّنه معنى العِلْمِ يقال : أَنْبَأْته كذا . قال : وقوله تعالى : " إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ " [5] الآية ، فيه تَنْبيه على أنَّ الخبرَ إذا كانَ شَيئاً عَظيماً فحقُّه أن يُتَوَقَّفَ فيه ، وإن عُلِمَ وغَلَبَ صِحَّته على الظنِّ [6] حتَّى يُعادَ النَّظَرُ فيه ويتبيَّن [7] ج أَنباءٌ كخَبَرٍ وأَخبارٍ ، وقد أَنْباهُ إيَّاه إذا تضمَّن معنى العِلْم ، وأَنبَأَ به إذا تضمَّن معنى الخبر ، أَي أَخبَره ، كَنَبَّأَهُ مشدَّداً ، وحكى سيبويه : أنا أَنْبُؤُك ، على الاتباع . ونقل شيخُنا عن السَّمين في إعرابه قال : أَنْبَأَ ونَبَّأَ وأَخبَرَ ، متى ضُمِّنتْ معنى العِلم عُدِّيَت لثلاثةٍ وهي نهاية التَّعَدِّي ، وأَعلمته بكذا مُضَمَّنٌ معنى الإحاطة ، قيل : نَبَّأْتُه أَبلغ من أَنْبَأْتُه ، قال تعالى : " مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قال نَبَّأَني العَليمُ الخَبيرُ " [8] لم يقل أَنْبَأَني ، بل عَدَل إلى نَبَّأَ الَّذي هو أَبلغُ ، تنْبيهاً على تحقيقِه وكونِه من قِبَلِ الله تعالى . قاله الراغب .
واسْتَنْبَأَ النَّبأَ : بحث عنه ، ونابَأَه ونابَأْتُه أَنبؤة وأَنْبَأْته [9] أَي أَنْبَأَ كلٌّ منهما صاحِبَه ، قال ذو الرّمَّة يهجو قوماً :
زُرْقُ العُيونِ إذا جاوَرْتَهُمْ سَرَقوا * ما يَسْرِقُ العبدُ أَو نَابَأْتَهُمْ كَذَبوا والنَّبيءُ بالهمز مكِّيَّة ، فَعيلٌ بمعنى مُفْعِل [10] ، كذا قاله ابنُ بَرِّيّ ، هو المُخْبِرُ عن الله تعالى ، فإنَّ الله تعالى أَخبره بتوحيده ، وأَطلَعَه على غَيْبه وأَعلمه أنَّه نبيُّه . وقال الشيخ السنوسي في شرحِ كُبراه : النَّبيءُ ، بالهمز ، من النَّبَإِ ، أَي الخبر لأَنَّه أَنْبَأَ عن الله أَي أَخبر ، قال : ويجوز فيه تحقيق الهمز وتَخْفيفه ، يقال نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنْبَأَ . قال سيبويه : ليس أحدٌ من العرب إِلاَّ ويقول تنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ ، بالهمز ، غير أَنهم تَرَكوا [11] في الهمز النَّبِيَّ كما تَرَكوه في الذُّرِّيَّة واليَرية والخابِيَة ، إِلاَّ أَهل مكَّة فإنَّهم يهمزون هذه الأحرف ، ولا يَهْمزون في غيرها ، ويُخالفون العربَ في ذلك ، قال : والهمز في النَّبيّ لغةٌ رَديئة ، أَي لقلَّة استعمالها ، لا لكَوْنِ [12] القياس يَمنع ذلك وتَرْكُ الهمزِ هو المُخْتارُ عند العرب سوى أَهلِ مكَّة ، ومن ذلك حديث البَراء : قلتُ : ورسولِك الَّذي أَرسَلْتَ ، فردَّ عليَّ وقال : ونَبِيِّكَ الَّذي أَرسَلْتَ ، قال ابن الأَثير ، وإنَّما ردَّ عليه ليختلِفَ اللفظانِ ويَجْمَع له الثَّناءَ بين معنى النُّبُوَّة والرِّسالة ، ويكون تَعْديداً للنِّعمة في الحالَتينِ وتعظيماً للمِنَّة على الوجهين . والرسولُ أخصُّ من النَّبِيِّ لأنَّ كلَّ رسولٍ نَبِيٌّ وليس كلُّ نَبِيٍّ رسولاً ج أَنبياءُ قال الجوهريّ : لأنَّ الهمز لما أُبدِل وأُلزِم الإبدال جُمِعَ جَمْعَ ما أَصلُ لامه حرفُ العلَّة ، كعيدٍ وأَعياد ، كما يأتي في المعتلّ ونُبَآءُ ككُرَماءَ ، وأَنشد الجوهري للعبَّاس بن مِرْداسٍ السُّلَمِيُّ رضي الله عنه :
يا خاتَم النُّبَآءِ إنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخَيْرِ كلُّ هُدَى السَّبيلِ هُدَاكا * في خَلْقِه ومُحَمَّداً سَمَّاكَا إنَّ الإلهَ بَنى عَلَيْكَ محَبَّةً



[1] عن اللسان .
[2] ليست في مفردات الراغب الأصفهاني .
[3] عند الراغب : وحق الخبر .
[4] عند الراغب : ولتضمن النبأ .
[5] سورة الحجرات الآية 6 .
[6] عند الراغب : وغلب صحته على الظن .
[7] زيد عند الراغب - وبه يكتمل المعنى - فضل تبين يقال : نبأته وأنباته .
[8] سورة التحريم الآية 2 .
[9] بهامش المطبوعة المصرية : " قوله أنبؤه الخ ، هكذا بخطه وليتأمل " .
[10] في الصحاح : بمعنى فاعل ، وقد صححه ابن بري " مفعل " مثل نذير بمعنى منذر وأليم بمعنى مؤلم . وفي النهاية : فعيل بمعنى فاعل للمبالغة من النبأ الخبر .
[11] الصحاح واللسان : تركوا الهمز في النبي .
[12] اللسان : لأن .

255

نام کتاب : تاج العروس نویسنده : الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست