وقد يُحْذَفُ غيُر ( رُبَّ ) ويبقى عمله وهو ضربان : ( 1 ) سَمَاعِيٌّ كقول رُؤبة : ( خَيْرٍ وَالحَمدُ للهِ ) جواباً لمن قال له : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ( 1 ) ( 2 ) وَقِياسيٌّ كقولك ( 2 ) : ( بِكَمْ دِرْهَمٍ اشْتَرَيْتَ ثَوْبَكَ ) أي : بِكَمْ مِنْ دِرْهَمٍ خلافاً للزجاج في تقديره ( 1 ) الجرَّ بالإضافة وكقولهم : ( إنَّ في الدَّارِ زَيْداً وَالْحُجْرَةِ عَمْراً ) أي : وفى الحجرة خلافاً للأخفش إذ قَدَّرَ العطف على معمولي عاملين ( 2 ) وقولهم : ( مَرَرْتُ بِرَجُلٍ صَالِحِ إلا صَالِحٍ فَطَالِحٍ ) حكاه يونس ( 1 ) وتقديره : إلاّ أَمُرَّ بصالحٍ فقد مررتُ بطالحٍ .
هذا باب الإضافة ( 2 ) تَحْذِفُ من الاسم ( 1 ) الذي تريد إضَافَتَهُ ما فيه من تنوينٍ ظاهرٍ أو مُقَدَّرٍ كقولك في ثوبٍ ودَرَاهِمَ . ( ثَوْبُ زَيْدٍ ) و ( دَرَاهِمُهُ ) ومن نُون تَلِي علامَةَ الإعراب وهى نون التثنية وشبهها نحو ( تَبَّتْ يَدَا أَبيِ لَهَبٍ ) ( 1 ) و ( هذَانِ اثْنا زَيْدٍ ) ونونُ جمع المذكَّر السالم وشبهه نحو ( والمُقِيمِي الصَّلاَةِ ) ( 2 ) و ( عِشْرُو وعَمْرٍو ) ولا تحذف النون التي تليها علامَةُ الإعراب نحو ( بَسَاتِينُ زَيْدُ ) و ( شَيَاطِينُ الإنْسِ ) ( 3 ) ويُجَرُّ المضاف إليه بالمضاف وفاقاً لسيبويه لا بمعنى اللام خلافاً للزجاج .
فصل وتكون الإضافة على معنى اللام بأكْثَرِيّةٍ وعلى معنى ( مِنْ ) بكثرة وعلى معنى ( في ) بِقّلةٍ ( 1 ) .
وَضَابِطُ التي بمعنى ( في ) : أن يكون الثاني ظَرْفًا للأول نحو ( مَكْرُ الّليْلِ ) ( 1 ) و ( يا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ) ( 3 ) والتي بمعنى ( مِنْ ) أن يكون المضاف بَعْضَ المضاف إليه وصالحاً للإخبار به عنه ك ( خَاتَمِ فِضّةٍ ) ألا ترى أن الخاتم بعض جنس الفضة وأنه يقال هذا الخاتم فضة . فإن انتفى الشرطان معا نحو ( ثَوْبُ زَيْدٍ ) و ( غُلاَمه ) وحَصِير المَسْجِدِ ) وقِنْدِيله ) أو الأول

153