نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 180
وكان أبو عليّ هذا حسن المعرفة ؛ قال له إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم المصعبيّ : يا أبا عليّ ، كيف صار محمد [ بن ] يزيد النحويّ أعلم بكتاب سيبويه من أحمد بن يحيى ثعلب ؟ ، فقال : لأنّ محمد بن يزيد قرأه على العلماء ، وأحمد بن يحيى قرأه على نفسه . وكتب أبو نصر الطوسيّ [1] إلى أبى أحمد [2] من سرّ من رأى يقول : شككا في حرف كذا وكذا ، فصر إلى أبى العبّاس فسله عنه ، فإنّه كان أحفظ لما سمعه منا . وكان أبو العباس مع سعة رزقه ، وكثرة موجوده ضيّق النفقة ، مقتّرا على نفسه ، ولم يكن مع علمه موصوفا بالبلاغة ، وكان إذا كتب كتابا إلى أحد لم يخرج عن طباع العوام في كتبهم ، فإذا سئل عن علم الكسائيّ والفرّاء نقل العجب . وكان هو ومحمد بن يزيد المبرّد شيخى وقتهما ، وكان المبرّد يودّ الاجتماع به والمذاكرة ، فيمتنع ثعلب من ذلك . وسئل ختنه الدّينوريّ عن ذلك ، فقال : المبرّد حسن العبارة ؛ فإذا اجتمعا حكم للمبرّد ؛ فإن مذهب ثعلب مذهب المعلمين . قال ثعلب : دخلت يوما إلى محمد بن عبد اللَّه بن طاهر وعنده أبو العباس محمد بن يزيد - وكان محمد بن عيسى وصفه له - فلما قعدت قال لى محمد بن عبد اللَّه : ما تقول في بيت امرئ القيس : [3] < شعر > له متنتان خظاتا كما * أكبّ على ساعديه النّمر < / شعر >
[1] هو أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف بن الحجاج بن الجراح الطوسيّ . كان إماما مفتيا مصنفا عابدا بارع الأدب . ظل 70 سنة يفتى للناس ، وعنه أخذ كثير من الأئمة ؛ منهم أبو عبد اللَّه الحاكم وأبو أحمد الحاكم وغيرهما . توفى سنة 344 . تذكرة الحفاظ ( 3 : 102 ) ، واللباب ( 2 : 93 ) . [2] هو أبو أحمد الحاكم الإمام الحافظ محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق ؛ طلب الحديث صغيرا ، وسمع بالعراق والجزيرة والشام ، وولى القضاء زمانا ، وصنف التصانيف الكثيرة ، وتوفى في سنة 378 ، وعمره 93 سنة . تذكرة الحفاظ ( 3 : 174 ) . [3] ديوانه ص 4 .
180
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 180