responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي    جلد : 1  صفحه : 179


ففازوا ، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا ، واشتغلت أنا بزيد وعمرو ، فليت شعرى ماذا يكون حالى في الآخرة ! فانصرفت من عنده ، فرأيت تلك الليلة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم في المنام ، فقال لى : أقرئ أبا العباس عنى السّلام ، وقل له :
إنك صاحب العلم المستطيل .
قال أبو عبد اللَّه الروذباريّ [1] ، العبد الصالح ، رضى اللَّه [ عنه ] : أراد أنّ الكلام به يكمل ، والخطاب به يجمل ، وأنّ جميع العلوم مفتقرة إليه .
مات أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب - رحمه اللَّه - يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين ، وكان مولده سنة مائتين ، ودفن في مقبرة باب الشام ، وقبره هناك ظاهر معروف .
وسئل الرياشيّ حين انصرف من بغداذ إلى البصرة فقال : ما رأيت فيهم أعلم من الغلام المنبّز [2] ( أعنى ثعلبا ) .
وكان ثعلب يدرس كتب الفرّاء والكسائيّ درسا ، فلم يكن يعلم مذهب البصريين ، ولا مستخرجا للقياس ، ولا طالبا له ؛ وكان يقول : قال الفرّاء ، وقال الكسائيّ ؛ فإذا سئل عن الحجة والحقيقة لم يأت بشىء .
وكان ختنه أبو عليّ [3] الدينوريّ زوج ابنته يخرج من منزله وهو جالس على باب داره يتخطَّى أصحابه ، ويمضى ومعه محبرته ؛ يقرأ كتاب سيبويه على المبرّد فيعاتبه ثعلب على ذلك ويقول له : إذا رآك الناس تمضى إلى هذا الرجل وتقرأ عليه يقولون ماذا ؟ فلم يكن يلتفت إلى قوله .



[1] أبو عبد اللَّه الروذباريّ ، منسوب إلى روذبار ، من نواحى أصبهان ، وهو أحمد بن عطاء بن أحمد ، أسند الحديث ، وكان يتكلم على مذهب الصوفية ، وانتقل من بغداد وأقام بصور ، وبها توفى سنة 369 . تاريخ ابن كثير ( 11 : 296 ) .
[2] المنبز : الملقب ؛ يريد : الملقب بثعلب . وفى الأصل : « المتنير » ، وصوابه عن طبقات الزبيديّ .
[3] هو أحمد بن جعفر الدينوريّ . وقد ترجم له المؤلف ، وساق هذا الخبر في هذا الجزء ص 68 .

179

نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست