نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 14
ميمون من كل ما يشغل به بال الأمراء ، وأقطع الأجناد إقطاعات رضوا بها ، وانصرفوا شاكرين له ، لم يعرف عنه - منذ تولى أمره إلى أن مات ميمون القصريّ - جنديّ اشتكى أو تألم . وكان وجيها عند ميمون المذكور ، يحترمه ويعظم شأنه ، ويتبرك بآرائه إلى أن مات ميمون سنة 610 » . وعندئذ عاد إلى منزله ، والتزم العزلة أكثر من عام ، يطالع وينسخ ويستفيد . ولكنه ألزم بالخدمة مرّة أخرى ، فظل متوليا أمور الديوان حتى مات الملك غازي سنة 613 ، وتولى الملك ابنه العزيز [1] ، فعاد إلى داره ، ومكث ملتزما الخلوة والبعد عن السلطان . وشهاب الدين طغريل وزير العزيز يجرى عليه رزقا يستعين به على الانقطاع والخلوة ، إلى أن كانت سنة 616 ؛ حيث ألزمه الأمير تولى أمور الديوان ، فلم يجد من قبول ذلك بدّا . وطالت أيامه في هذه المدّة ؛ فإنه ظل من سنة 616 إلى سنة 628 ، يسوس الأمور أحسن سياسة ، وينصح للأمير ، ويرعى مصالح الرعية . روى عنه ياقوت : « أنه مر في طريقه بصعلوك شكا إليه أنه قد اتهم بسرقة الملح ، وأخذت دابته ، ثم طولب بجباية . فلم يكد يستمع إلى شكواه حتى ذهب إلى شهاب الدين طغريل ، وقال له : أيها الأمير ، روى عن النبيّ صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال : ثلاثة أشياء مباحة ، الناس مشتركون فيها : الكلأ والماء والملح ، وقد جرى كيت وكيت ، ولا يليق بمثلك وأنت عامّة وقتك جالس على مصلَّاك أن تكون مثل هذه الأشياء في بلدك ! » .
[1] هو الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين بن أيوب . صاحب حلب بعد وفاة أبيه الظاهر ، تولى الملك طفلا ، فنشأ تحت حجر شهاب الدين طغريل ، ورتب أموره أحسن ترتيب إلى سنة 629 ، فاستقل بالأمر إلى أن توفى بحلب سنة 634 ، ولم يبلغ سنة 24 سنة . النجوم الزاهرة ( 6 : 297 ) .
14
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي جلد : 1 صفحه : 14