responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي    جلد : 1  صفحه : 15


« فقال : اكتب الساعة إلى جميع النواحي برفع الجبايات ومحو اسمها ، وأمر الولاة أن يعملوا بكتاب اللَّه وسنة رسوله . ومن وجب فيه حدّ من الحدود الشرعية يقام فيه على الفور ، ولا يلتمس منه شئ آخر ، ومر الساعة بإراقة كل خمر في المدينة ، ورفع ضمانها ، واكتب إلى جميع النواحي التي تحت حكمي بمثل ذلك ، وأوعد من يخالف ذلك عقوبتنا في الدنيا عاجلا ، وعقوبة الخالق في الآخرة آجلا » . قال القفطيّ :
« فخرجت وجلست في الديوان ، وكتبت بيدي - ولم أستعن بأحد من الكتاب في شئ من ذلك - ثلاثة عشر كتابا إلى ولاة الأطراف » .
< شعر > ولا تكتب بكفّك غير شئ * يسرّك في القيامة أن تراه < / شعر > وكأنه رأى أن طول هذه المدّة قد أقصاه عن المطالعة ، وصرفه عن التأليف ، وحال بينه وبين الانقطاع إلى مدارس العلم ، فأعفى نفسه من تكاليف السلطان ، وخلع عن عنقه ربقة الإمارة ، و « انقطع [1] في داره مستريحا من معاناة الديوان ، مجتمع الخاطر - على شأنه - للمطالعة والفكرة وتأليف الكتب ، منقبضا عن الناس ، محبا للتفرّد والخلوة ، لا يكاد يظهر لمخلوق » .
ولكن الملك العزيز حينما جاوز حداثته ، واستقل بالملك وحده لم يلبث أن دعاه إليه ، واتخذه وزيره ، وألقى إليه زمام أموره ؛ مطمئنا إلى نفاذ بصيرته ، وأصالة رأيه . فأصفى له النصح ، واجتهد في المشورة ، وتوخى مناهج الرشد ، والتزم القصد والسداد .
ومات العزيز وتولى بعده ابنه الناصر [2] ، لم تجاوز سنه سبع سنوات ، فاستمرّ



[1] من ترجمة أخيه مؤيد الدين .
[2] هو الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز بن غازي بن صلاح الدين الأيوبي . كان صاحب حلب ، ثم صاحب الشام . ولى بعد موت أبيه سنة 634 ، ثم وقعت له أمور ومحن انتهت بقتله على يد هولاكو ملك التتار سنة 659 . النجوم الزاهرة . ( 7 : 205 ) .

15

نام کتاب : إنباه الرواة على أنباه النحاة نویسنده : علي بن يوسف القفطي    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست