responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المخصص نویسنده : ابن سيده    جلد : 1  صفحه : 15


ما تكرر لا لسهو ولا لنسيان إلا مالاً بال به مما لا بد أن يلحق الإنسان إذ هو غير معفىً من ذلك ومن هنا يجب على من أنصف أن لا يعيب علينا أمراً حتى يعرف سره فلكل علة سبب لا يخفى علي من لطف الفطن وكرر البصر واطرح الضجر والتوفيق للصواب في كل أمر من بارئنا جل وعز إليه أرغب فيه وبه تعالى أستعين لا غنى لأحد عنه في ميسر الأمور ولا معسرها كما أبرأ إليه من الحول والقوة إلا به وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم كثيراً .
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب خلق الإنسان الإنسان لفظ يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث بصيغة واحدة فما يدلك أنه يقع على الواحد قولهم في تثنيته إنسانان فلولا أن إنساناً قد يقع على المفرد لم يقولوا إنسانان ولذلك استدل سيبويه على أن دلاصاً وهجاناً ليسا من باب جُنُب لقولهم دلاصان وهجانان فلو كان بمنزلة جُنُب لم يثن ومما يدلك على أنه يقع على الجميع معْنيّاً به النوع قوله تعالى " إن الإنسان لفي خُسْر " ثم قال " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " وكذلك قوله تعالى " إن الإنسان خلق هلوعاً " ثم قال " إلا المصلين " ففي استثناء الجماعة من هذا الاسم المفرد دلالة بينة على أن المراد العموم والكثرة وفي وقوع المفرد موضع الجميع دلالة يعلم بها أن المراد الجمع وذلك أن الأسماء الدالة على الكثرة على ضربين فأحدهما اسم مبني للجمع والآخر اسم أصل بنيته ووضعه للواحد ثم يقترن بما يدل على الكثرة ، والضرب الأول وهو الذي بني للجمع على قسمين أحدهما من غير لفظ الواحد وذلك نحو قوم من رجل ونساء من امرأة والآخر أن يكون من لفظ الواحد المجموع وذلك كَرْكب من راكب ورَجْل من راجل وأما الضرب الثاني من القسمة الأولى وهو الاسم الذي أصل بنيته أن يكون للواحد ثم يقترن بما يدل على الكثرة فينقسم أيضاً إلى ضربين أحدهما أن يكون اسماً مبهماً مقصور لا يقتصر به على أمة كالذي ومن وما إذا اقترن بما يدل على الكثرة كقوله تعالى " والذي جاء بالصِدْق وصَدَّق به " فهذا قد اقترن به ما يدل على الكثرة وهو قوله " أولئك هم المتقون " والآخر أن يكون اسماً متمكناً أولاً مقصوراً على أمة كالجون والإنسان والفرس وهذا الضرب من أسماء الأنواع على ضربين نكرة ومعرفة وهي التي تقع في غالب الأمر والجمع كما قدمنا وجه تعريفه فإنما يذهب إلى تخصيص النوع

15

نام کتاب : المخصص نویسنده : ابن سيده    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست