responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المخصص نویسنده : ابن سيده    جلد : 1  صفحه : 16


ونظيره قولهم أهلك الناسَ الدينارُ والدِّرهمُ وكَثُر الشاءُ والبعير ليس المراد درهماً بعينه ولكن المعنى أهلكهم هذا النوع وكثر هذا النوع فقد تبين أن القصد في التعريف إنما هو الإشارة إلى ما يثبت في النفوس فليس الدرهم في هذا ونحوه كدرهم واحد قد عهدته محسوساً ثم أشرت إليه بعد لأن معرفة كلية النوع بالحس ممتنعة وإنما يعلم به بعض الأشخاص فهذا الفرق بين تعريف الشخص وتعريف هذا شيء عرض ثم نعود إلى لفظ الإنسان فنقول ومما يدل على أنه يقع للمؤنث قول الشاعر :
ألا أيها البيتان بالأجرع الذي * بأسفل غضي وكثيب من . . . . * الناس إنسان لدى حبيب فهذا قد أوقعه على المؤنث إنسان عندي مشتق من أنس وذلك أن أنس الأرض وتجملها وبهاءها إنما هو بهذا النوع الشريف اللطيف المعتمر لها والمعني بها فوزنه على هذا فعلان وقد ذهب بعضهم إلى أنه إفْعِلانٌ من نَسِيَ لقوله تعالى " ولقد عَهِدْنا إلى آدم من قبل فَنَسِيَ " ولو كان كذلك لكان إنْسِيَاناً ولم تحذف الياء منه لأنه ليس هنالك ما يسقطها فأما قولهم أناسي فجمع إنسان شابهت النون الألف لما فيها من الخفاء فخرج جمع إنسان على شكل جمع حِرْباء وأصلها أنَاسِينُ وليس أناسي جمع إِنْسيٍّ كما ذهب إليه بعضهم لدلالة ما ورد عنهم من قول رويشد أنشده أبو الفتح عثمان بن جني النحوي :
أهلاً بأهل وبيتا مثل بيتكم * وبالأناسِينِ أبدالَ الأناسِينِ قال ياء أناسي الثانية بدل من هذه النون ولا تكون نون أناسِين هذه بدلاً من ياء أناسي كما كانت نون أثانين بدلاً من ياء أثاني جمع أثناء التي هي جمع الإثْنِ بمعنى الاثنين لأن معنى الأثانين ولفظها من باب ثنيت والياء هنا لام البتة فهي ثم ثابتة وليست أناسين مما لامه حرف علة وإنما الواحد إنسان فهو إذْنَ كضِبْعانٍ وضَبَاعِين وسِرْحانٍ وسَرَاحِين ولا يكون إنسان جمع إنسي لأن الله سبحانه قال : " ونسقيه مما خلقنا أنعاماً وأناسيَّ كثيراً " .
بني آدم ان . . . . منه بأنسي . . . إنسان . . . جميعاً من بني آدم . . . وإنسي قد يكون لغيرهم على ما أريتك فقولهم أي الإنسان على غير قياس أو على حذف الزائد

16

نام کتاب : المخصص نویسنده : ابن سيده    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست