responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المخصص نویسنده : ابن سيده    جلد : 1  صفحه : 14


ورواتها مشافهو الفصحاء ومفاوهو الصرحاء المغبرون إلى أقدامهم المكسرون على ضبطها أقلامهم الأصمعي والمفضل وأبي عبيدة والشيباني قد غلطوا بأشياء تسكعوا منها في عمياء هذا ولا يعرفون علماً سواها وزلا يتحملون من العلوم شيئاً ما خلاها فكيف بي مع تأخر أواني وبعد مكاني ومصاحبتي للعجم وكوني من بلادي في مثل الرجم روض الهمم قافلاً وأرنو إلى نجم آفلاً وأنشد .
فأصبحت من ليلى الغداة كناظر * مع الصبح في أعقاب نجم مغرب ما اقتصرت على اللغة وحدها ولا قصدت بنفسي جمعاء قصدها إنما هو جزء مما أحكمت وذرء مما فيه تقدمت وإذا أردت علم ذلك من كتابي ضمنته ما يدل على تقدمي في جميع أبواب الآداب كالنحو والعروض والقافية والنسب والعلم بالخبر إلى غير ذلك من العلوم الكلامية التي بها أبذ المؤلفين وأشذ عن المصنفين وأما ما يشتمل عليه هذا الكتاب فعلم اللسان الذي تقدمت ذكره وقد رأيت أن أشرف قدر خطبتي هذه بذكر ما ينقسم إليه هذا العلم لاشتمال هذا الكتاب على قسيمه المحيطين به وليس هذا الذي نذكره ههنا مقصوراً على اللسان العربي فحسب بل هو حد شامل له ولعلم كل لسان فأردت أن أفيد المولع بطلب هذه الحقائق هذا الفصل اللطيف والمعنى الشريف .
فعلم اللسان في الجملة ضربان أحدهما حفظ الألفاظ الدالة في كل لسان وما يدل عليه لشيء شيء منها وذلك كقولنا طويل وقصير وعامل وعالم وجاهل والثاني في علم قوانين تلك الألفاظ ومعنى القوانين أقاويل جامعة تنحصر في كل واحد منها أشياء كثيرة مما تشتمل عليه تلك الطريقة حتى يأتي على جميع الأشياء التي هي مصوغة للعلم بها أو على أكثرها وحفظ هذه الأشياء الكثيرة أعني هذه الألفاظ المفردة إنما يدعي علماً بأن يكون ما قصد بحفظه محصوراً بتلك القوانين وتلك القوانين كالمقاييس التي يعلم بها المؤنث من المذكر والجمع من الواحد والممدود من المقصور والمقاييس التي تطرد عليها المصادر والأفعال ويبين بها المتعدي من غير المتعدي واللازم من غير اللازم وما يصل بحرف وغير حرف وما يقضي عليه بأنه أصل أو زائد أو مبدل وكالاستدلالات التي يعرف بها المقلوب والمحول والاتباع ولذلك ذكرت هذه الأبواب كلها بعد ذكر الألفاظ المفردة الدالة ليكون ذلك مستغنياً في نفسه غريباً في جنسه ولذلك تكرر فيه

14

نام کتاب : المخصص نویسنده : ابن سيده    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست