وحدثنا محمد بن يحيى قال : أخبرنا أبو عبيد قال : حدثنا سعيد [1] عن ابن عجلان [2] عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول صلَّى اللَّه عليه وسلم : « لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ولا يغتسل فيه من جنابة » [3] فالدائم معناه هاهنا : الساكن . ويقال : أدمت الشيء إذا سكنته حتى [ دام ] هو . قال الجعدي [4] : < شعر > تفور علينا قدرهم فنديمها * ونفثؤها عنا إذا حميها غلا < / شعر > أراد بنديمها : نسكنها ، وبالقدر : قدر الحرب ، شبه شدتها بالقدر التي يوقد تحتها وتغلي ، ونفثؤها معناه : نسكنها ، يقال : قد فثأت غضب فلان ، إذا سكنته . وأنشدنا أبو العباس : < شعر > تمنيت من حبي عليّة أننا * على رمث في البحر ليس لنا وفر على دائم لا تعبر الفلك موجه * ومن دوننا الأهوال واللجج الخضر فنقضي همّ النفس في غير رقبة * ويغرق من نخشى نميمته البحر [5] < / شعر > أراد بالدائم : الساكن . والرمث : خشب يضمّ بعضه إلى بعض ويركب عليه في البحر ، من ذلك حديث النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « أنّ العركيّ سأله فقال : يا رسول اللَّه إنا نركب أرماثا لنا في البحر » [6] . فالأرماث جمع الرمث ، والعركي : الصياد ، صياد السمك ، وجمعه عرك وجمع العرك العروك ، من ذلك حديثه صلَّى اللَّه عليه وسلم أنه كتب على بعض اليهود أو على بعض نصارى نجران : « وعليهم ربع المغزل وربع ما صادته عروكهم » [7] . أراد : ربع ما يغزله النساء وربع ما يصيده الصيادون . وقال زهير [8] : < شعر > يغشى الحداة بهم حرّ الكثيب كما * يغشى السفائن موج اللَّجّة العرك < / شعر >
[1] سعيد بن أبي مريم المصري ، ت 224 ه - . ( تهذيب التهذيب 4 / 17 ) . [2] محمد بن عجلان المدني ، ت 149 ه - . ( تهذيب التهذيب 9 / 342 ) . [3] غريب الحديث 1 / 224 . [4] ديوانه 118 . [5] لأبي صخر الهذلي في شرح أشعار الهذليين 958 . وفيه : ومن دوننا الأعداء ، ويعدو من نخشى . [6] النهاية 3 / 261 . [7] النهاية 3 / 222 . [8] ديوانه 167 .