ثم يثبتون أوّلا فأوّلا ، قال : ومن ذلك قولهم : رجل ممصر ، إذا كان بخيلا ، أي : يعطي قليلا قليلا . وقال ابن الأعرابي : إنما سمى العراق عراقا ، لأنه سفل عن نجد ودنا من البحر ، أخذ من عراق القربة ، وهو : الخرز الذي أسفلها . وقال غيره : العراق معناه في كلامهم : الطير ، قالوا : وهو جمع عرقة ، والعرقة ضرب من الطير . ويقال أيضا : العراق جمع عرق . وقال قطرب : إنما سمي العراق عراقا ، لأنه دنا من البحر ، وفيه سباخ وشجر ، يقال : استعرقت إبلكم ، إذا أتت ذلك الموضع . ومكَّة : سميت مكة لأنها تمكّ الجبّارين ، أي : تذهب نخوتهم ، قال الراجز : < شعر > يا مكَّة الفاجر مكَّي مكَّا * ولا تمكَّي مذحجا وعكَّا [1] < / شعر > ويقال : إنما سميت مكة مكة ، لازدحام الناس فيها ، من قولهم : قد امتكّ الفصيل ما في ضرع الناقة ، إذا مصّه مصّا شديدا . وبكة سميت بكة ، لازدحام الناس فيها ، أنشد أبو عبيدة : < شعر > إذا الشريب أخذته أكَّه * فخلَّه حتى يبكّ بكَّه [2] < / شعر > ويقال : مكة : اسم المدينة ، وبكة : اسم البيت . وقال آخرون : مكة هي بكة ، والميم بدل من الباء كما قالوا : ما هذا بضربة لازم ولازب . والبصرة : معناها في كلام العرب : الأرض الغليظة الصلبة . وقال قطرب : البصرة : الأرض الغليظة ، التي فيها حجارة بيض تقلع أو تقطع حوافر الدواب ، قال : ويقال بصرة : للأرض التي فيها القصّة ، والقصّة : الجصّ . ويقال بصر وبصر وبصر : للأرض الغليظة ، وأنشد : < شعر > إن تك جلمود بصر لا أويّسه * أوقد عليه فأضربه فينصدع [3] < / شعر >
[1] البيتان بلا عزو في اللسان ( مكك ) . [2] البيتان لعامان بن كعب في سيرة ابن هشام 1 / 114 . وأكة : شدة الحر . [3] لخفاف بن ندبة ، شعره : 135 ، ونسب إلى العباس بن مرداس ، ديوانه 86 . وأويسه : أذللَّه .