وقول العباس : في مستودع ، فيه وجهان : يجوز أن يكون : الموضع الذي كان ينزله آدم من الجنة ، ويجوز أن يكون المستودع : صلب آدم عليه السلام . قوله : ثم هبطت البلاد ، يريد : حين أهبط آدم عليه السلام إلى الدنيا . وقوله : بل نطفة تركب السفين ، يعني : وأنت في صلب نوح عليه السلام . وقوله : وقد ألجم نسرا ، يعني الصنم . وقوله : تنقل من صالب إلى رحم ، الصالب : الصلب ، وفيه ثلاث لغات مشهورة : الصّلب والصّلب والصّلب ، والصّالب لغة قليلة . وقوله : إذا مضى عالم بدا طبق ، معناه : إذا مضى قرن جاء قرن ، والطبق : الحال ، قال اللَّه عز وجل * ( لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) * [1] ، ومعناه : لتركبن حالا بعد حال . قال الشاعر [2] : < شعر > إذا صفا طبق للمرء يعجبه * يا نفس كدّره من بعده طبق < / شعر > معناه : إذا صفا حال كدرته حال أخرى . وقال كعب بن زهير : < شعر > كذلك المرء إن يقدر له أجل * يركب به طبق من بعده طبق < / شعر > وقول العباس : من خندف علياء تحتها النطق ، النطق : جمع نطاق : وهو الذي يشده الإنسان في وسطه ، ومن ذلك : المنطقة ، وهذا مثل من العباس ؛ أي : جعلك اللَّه عاليا ، وجعل خندف كالنطاق لك . وقوله : وضاءت بنورك الأفق ، يقال : أضاء البرق يضيء أضاءة ، وضاء يضوء ضوءا وضوءا . ومن قال : لا يفض اللَّه فاك ، أراد لا يجعل اللَّه فاك فضاء ، لا أسنان فيه . قال الشاعر - وهو الأخطل - [3] : < شعر > بأرض فضاء لا يسدّ وصيدها * عليّ ومعروفي بها غير منكر < / شعر > وقال الآخر [4] : < شعر > أخطَّط في ظهر الحصير كأنني * أسير يخاف القتل والهمّ يفرج ألا ربّما ضاق الفضاء بأهله * وأمكن من بين الأسنّة مخرج < / شعر >
[1] سورة الإنشقاق : آية 19 . [2] لم أهتد إليه . [3] لم أجده في ديوانه . [4] لم أهتد إليه .