* ( ولَمْ تَظْلِمْ مِنْه شَيْئاً ) * [1] ، معناه : ولم تنقص منه شيئا . قال الراجز يصف [2] شعرا : < شعر > يسقى الرحيق والدّهان والكتم * حتى استوت نبتته وما ظلم < / شعر > معناه : وما نقص عما أريد به . ويكون الظلم : الشرك ، قال اللَّه عز وجل : * ( الَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ ) * [3] ، معناه : بشرك . والأصل في الظلم ما ذكر أهل اللغة . وقولهم : فلان كافر قال أبو بكر : قال أهل اللغة : الكافر معناه في كلام العرب : الذي يغطي نعم اللَّه وتوحيده ، أخذ من قول العرب : قد كفرت المتاع في الوعاء أكفره كفرا ، إذا سترته فيه . وقال لنا أبو العباس : إنما قيل للَّيل : كافر ، لأنه يغطي الأشياء بظلمته ، قال لبيد [4] : < شعر > يعلو طريقة متنها متواترا * في ليلة كفر النجوم غمامها < / شعر > أراد : غطَّى . وقال لبيد [5] أيضا : < شعر > حتى إذا ألقت يدا في كافر * وأجنّ عورات الثّغور ظلامها < / شعر > وقال الآخر [6] : < شعر > فوردت قبل انبلاج الفجر * وابن ذكاء كامن في كفر < / شعر > ابن ذكاء : الصبح . وذكاء : الشمس . ويقال للزّرّاع : كافر ، لأنه إذا ألقى البذر في الأرض ، غطاه بالتراب ، وجمعه كفار . قال اللَّه تعالى :
[1] سورة الكهف : آية 33 . [2] ولم أهتد إلى قائل البيتين . [3] سورة الأنعام : آية 82 . [4] ديوانه ، ص 309 . [5] ديوانه ، ص 316 . [6] البيت نسبه الصغاني في التكملة 3 / 190 إلى بشير بن النكت .