< شعر > عاد الأذلَّة في دار وكان بها * هرت الشقاشق ظلَّامون للجزر < / شعر > قوله : هرت الشقاشق معناه : مقتدرون على الكلام ، شبّه الخطباء من الرجال بالإبل الهائجة . والشّقشقة : التي يلقيها البعير من فيه . وقوله : ظلامون للجزر ، قال أكثر أهل اللغة : معنى ظلمهم إياها ؛ أنهم ذبحوها من غير مرض ولا علة ، فجعلوا الذبح في غير موضعه ظلما . وقال قوم : معنى الظالم في هذا البيت : أنهم عرقبوها فوضعوا النحر في غير موضعه . والقول الأول هو الصحيح ، لأنهم بعد أن يعرقبوها لا بدّ لهم من نحرها . ومن الظلم قولهم : من أشبه أباه فما ظلم ، معناه : فما وضع الشبه في غير موضعه . قال الشاعر [1] : < شعر > أقول كما قد قال قبلي عالم * بهنّ ومن أشبه أباه فما ظلم < / شعر > ويروى : من يشبه أباه فما ظلم . أراد : فما وضع الشبه في غير موضعه . ويقال : قد ظلم الرجل سقاه ، إذا سقاه قبل أن يخرج زبده ، وقال الشاعر [2] : < شعر > إلى معشر لا يظلمون سقاهم * ولا يأكلون اللحم إلا مقدّدا < / شعر > وقال الآخر : < شعر > وصاحب صدق لم تنلني شكاته * ظلمت وفي ظلمي له عامدا أجر [3] < / شعر > يعني وطب اللبن ، ومعنى ظلمت : سقيته قبل أن يخرج زبده . ويقال : قد ظلم المطر أرض بني فلان ، إذا أصابها في غير وقته . ويقال : قد ظلم الماء أرض بني فلان ، إذا بلغ منها مبلغا لم يكن يبلغه . أنشد الفراء : < شعر > يكاد يطلع ظلما ثم يمنعه * عزّ الشواهق فالوادي به شرق [4] < / شعر > ويكون الظلم : النقصان ، كما قال تعالى : * ( وما ظَلَمُونا ولكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) * [5] ، معناه : ما نقصونا من ملكنا شيئا ، إنما نقصوا أنفسهم . وقال تعالى :
[1] هو كعب بن زهير ، ديوانه ، ص 65 . [2] لم أهتد إليه . [3] الحيوان 1 / 331 من دون عزو . [4] لم أقف عليه . [5] سورة البقرة : آية 57 .