صغير الذنوب . وحكي عن بعض العرب : ضربه ما لمم القتل ، أي : ضربه ضربا متقاربا للقتل . وأنكر أن يكون ( إلا ) بمعنى الواو ؛ لأنه لم يتقدمها استثناء ولم تدع ضرورة إلى نقلها عن المعنى المشهور إلى غيره . وقال غير الفراء في قول الشاعر : إلا الفرقدان : هو استثناء صحيح لا يراد به : والفرقدان ، واحتجوا بأن الشاعر قال هذا على مبلغ علمه وحسب معرفته ، وقد كان يظن لجهله أن الفرقدين لا يفترقان فبنى شعره على ذلك ، الدليل على ذلك قول زهير [1] : < شعر > ألا لا أرى على الحوادث باقيا * ولا خالدا إلَّا الجبال الرواسيا < / شعر > فبين أنه وقع في نفسه أن الجبال تخلد ، وأخطأ في هذا المعنى ، كما أخطأ ذلك الأول . ويجوز أن يكون ( إلا ) في البيت بمعنى الاستثناء المنقطع ، أي : لكن الفرقدان يفترقان أو يزولان ، فإذا أزيل بإلا عن مذهب الاتصال كان هذا ممكنا فيها . حكي عن بعض العرب : ما أشتكي إلا خيرا ، على معنى : ما أشتكي شيئا لكن أجد خيرا . وقال جرير [2] في الملمة : < شعر > ألا لا تخافا نبوتي في ملمّة * وخافا المنايا أن تفوتكما بيا < / شعر > وقال الآخر في جمعها : < شعر > فلو فقدت تيم مقامي ومشهدي * وخطَّ لأوصالي من الأرض أذرع ونالتهم إحدى ملمات دهرهم * تمنى حياتي من يعق ويقطع < / شعر > وقولهم : فلان ضيّق العطن قال أبو بكر : معناه : قليل العطاء ضيق النفس ، فكنّى بالعطن عن ذلك . والأصل في العطن : الموضع الذي تبرك فيه الإبل إلى الماء إذا شربت وأبركوها عند الحياض ليعيدوها إلى الشرب . ويقال لمواضعها التي تأويها عند البيوت : الثايات ، واحدتها ثاية . يقال : ضرب القوم بعطن إذا رووا وأرووا إبلهم وضربوا لها عطنا . ويقال : قد عطنت الإبل تعطن فهي عاطنة إذا بركت في عطنها . وقد أعطنها صاحبها والقائم بشأنها يعطنها