وقولهم : القوم ظلمة حاشا فلانا قال أبو بكر : معنى حاشا في كلام العرب : أعزل فلانا من وصف القوم بالحشا ، وأعزله بناحية فلا أدخله في جملتهم . ومعنى الحشا في كلامهم : الناحية والجانب ، قال الشاعر [1] : < شعر > يقول الذي أمسى إلى الحرز أهله * بأيّ الحشا أمسى الخليط المباين < / شعر > وقال النابغة [2] : < شعر > وما أرى فاعلا في الناس يشبهه * ولا أحاشي من الأقوام من أحد < / شعر > ويقال : حاشا لفلان ، وحاشا فلانا ، وحاشا فلان ، وحشا فلان ، قال عمر بن أبي ربيعة [3] : < شعر > من رامها حاشى النبيّ وآله * في الفخر غطمطه هناك المزبد < / شعر > وقال الآخر [4] : < شعر > حاشا أبي ثروان إنّ به * ضنّا عن الملحاة والشتم < / شعر > وأنشد الفراء : < شعر > حشا رهط النبي فإنّ منهم * بحورا لا تكدّرها الدّلاء < / شعر > فمن قال : حاشا لفلان ، خفض فلانا باللام الزائدة ، ومن قال : حاشا فلانا ، أضمر في حاشا مرفوعا ، ونصب فلانا بحاشا ، والتقدير : حاشا فعلهم فلانا . ومن قال : حاشا فلان ، خفض فلانا بإضمار اللام لطول صحبتها حاشا ، ويجوز أن يخفضه بحاشا ، لأن حاشا لَّما خلت من الصاحب ، أشبهت الاسم ، فأضيفت إلى ما بعدها ، ومن العرب من يقول : حاش لفلان ، فيسقط الألف التي بعد الشين . وقد قرئ هذا الحرف في كتاب اللَّه
[1] في نسبته خلاف ، فهو للمعطل الهذلي في ديوان الهذليين 3 / 45 . ولمالك بن خالد في شرح أشعار الهذليين 1 / 446 ، وللهذلي ربيعة بن جحدر في جمهرة اللغة 3 / 233 . والحرز : الموضع الحصين . [2] ديوانه 13 . [3] ديوانه 491 وفيه : من ذاقها غطغطه الخليج المزبد . [4] سبرة بن عمرو الأسدي في اللسان ( حشا ) .