responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 612


يتعجب من الشيء إذا كان في النهاية من المعنى الذي بلغه ووصل إليه . وكذلك هؤلاء الذين عجب اللَّه عز وجل منهم لما بلغوا غاية من الفعل عظيمة عظم بها جزاؤهم ، سمّى فعله عجبا على جهة التشبيه والمجاز . حدثنا أحمد بن الهيثم قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا الربيع وحماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم : « عجب ربّكم من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل » [1] . وحدثني أبي قال :
حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء قال : حدثنا مندل بن علي عن الأعمش عن شقيق قال :
قرأت عند شريح : « بل عجبت ويسخرون » فقال : أن اللَّه لا يعجب من شيء ، إنما يعجب من لا يعلم . قال : فذكرت ذلك لإبراهيم فقال : إنّ شريحا شاعر يعجبه علمه ، وعبد اللَّه أعلم منه ، وكان يقرأ : بل عجبت ويسخرون ، والعرب تسمي الفعل باسم الفعل إذا داناه من بعض وجوهه ، وإن كان مخالفا له في أكثر معانيه ، من ذلك قول الصلتان - يرثي المغيرة بن المهلب - [2] :
< شعر > سبقت يداك له بعاجل طعنة * سفهت لمنفذها أصول جوانح < / شعر > شبّه خروج الدم بالسّفه ، لأن السّفه : الخفّة وشدة الإسراع . وقال عدي بن زيد [3] :
< شعر > ثم أضحوا لعب الدهر بهم * وكذاك الدهر يودي بالرجال < / شعر > فجعل إهلاك الدهر وإفساده لعبا . وقال الآخر يصف السيف :
< شعر > وأبيض موشيّ القميص عصبته * على ظهر مقلات سفيه جديلها < / شعر > فشبه اضطراب الجديل وتحركه بالسّفه . وأنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي لابن محكان يصف قدرا ، نصبها للأضياف :
< شعر > لها أزير يزيل اللحم أرمله * عن العظام إذا ما استحمشت غضبا < / شعر > فشبه التهابها بالغضب . قال أبو بكر : هذا كله معروف في المجاز والاختصار .



[1] النهاية 2 / 389 .
[2] المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة ، ت 82 ه - . ( وفيات الأعيان 5 / 354 ، الخزانة 4 / 192 ) .
[3] أخل به ديوانه . وهو له في الأغاني 2 / 135 ، وزاد المسير 7 / 50 .

612

نام کتاب : الزاهر في معاني كلمات الناس نویسنده : محمد بن القاسم بن محمد بن بشار ابن الأنباري    جلد : 1  صفحه : 612
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست