يديك . وفيه تمر عجوة من تمر صدقة عمر . فقال : هو لك . فأخذته ، وخرجت على أصحابي . فقالوا لي : ما خبرك ؟ فقلت : غنيت الشيخ حتى طرب ، وأعطاني هذا ، وإنما كان أعطانيه لأسكت . وقال مصعب الزبيري : خرج سالم بن عبد اللَّه متنزها إلى ناحية من نواحي المدينة ، هو وحرمه وجواريه ، وبلغ أشعب الخبر ، فوافى الموضع الذي هم به ، يريد التطفيل ، فصادف الباب مغلقا ، فتسوّر الحائط . فقال له سالم : ويك يا أشعب . معي بناتي وحرمي . فقال : لقد علمت ما لنا في بناتك من حقّ ، وإنك لتعلم ما نريد ، فوجّه إليه من الطعام ، فأكل وحمل إلى منزله . وقدم أشعب على يزيد بن حاتم والي مصر ، فجلس في مجلسه مع الناس ، فدعا يزيد بن حاتم مولى له يقال له : دفيف ، فسارّه بشيء ، فقام أشعب فقبل يد يزيد بن حاتم . فقال له يزيد : لم فعلت هذا ؟ قال : رأيتك تسارّ غلامك وقهرمانك ، فعلمت أنك قد أمرت لي بصلة ، فأردت أن أشكرك على ذلك . فقال : ما فعلته ، ولكني أفعل الآن . وأمر له بصلة . وحدثني أبو محمد بن ناجية قال : حدثنا محمد بن عباد بن موسى الواسطى العكلي المعروف بسندويه قال : حدثنا غياث بن إبراهيم قال : حدثنا أشعب الطامع ، وهو أشعب بن أم حميدة . قال : أتيت سالم بن عبد اللَّه ، وهو يقسم صدقة عمر ، فقلت له : سألتك باللَّه ألَّا أعطيتني ، فقال : تعطى وإن لم تسأل ، إن أبي حدثني عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم قال : « لا يزال العبد يسأل ، حتى يجيء يوم القيامة ، وليس على وجهه مزعة من لحم ، قد أخلقه بالسؤال » [1] . قال غياث بن إبراهيم : وإنما كتبنا هذا عن أشعب ، لأنه كان عليه ، يحدّث به ويسأل . وقولهم : العاشية تهيج الآبية قال أبو بكر : معناه : إذا رأت التي تأبى العشاء التي تتعشّى ، - نشطت للأكل ، وإنما يضرب هذا مثلا للرجل ينشط بنشاط صاحبه ، وللدابة تسير بسير دابة أخرى ، وللرجل يفعل الشيء يقتاس فيه بفعل غيره ، قد فعله قبله . وحدثني أبي - رحمه اللَّه - قال : حدثنا