الغلام ؟ فأشفقت من أن أقول : وهب لي فتموت فرحا ، فقلت : غين ، فقال : وما غين ؟ قلت : لام ، قالت : وما لام ؟ قلت : ألف . قالت : وما ألف ؟ قلت : ميم ، قالت : وما ميم ؟ قلت : وهب لي غلام . فغشي عليها من الفرح ، ولو لم أقطَّع الحروف لماتت . وأخبرني أحمد بن حسان قال : حدثنا الزبير قال : قال أشعب لدلَّالة : اطلبي لي امرأة ، إذا تجشأت عليها شبعت ، وإذا أكلت رجل دجاجة أتخمت . وأخبرني محمد بن عبد اللَّه قال : حدثنا محمد بن عمرو قال : حدثنا محمد بن الوليد بن عمرو بن الزبير قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر قال : قال أشعب : جاءني فتيان من فتيان المدينة ، فقالوا : نحب أن تغني سالم بن عبد اللَّه بن عمر صوتا ، وتعرفنا ما يقول ، وجعلوا لي على ذلك جعلا ، فصرت إلى سالم فقلت له : يا أبا عمر - جعلني اللَّه فداك - لي حرمة ومجالسة ومودة ، وأنا مولع بالترنّم ، فقال : وما الترنم ؟ قلت : الغناء ، قال : في أي الأحوال ؟ قلت : في الخلوات ، والجلوس مع الإخوان ، فاسمع فإن كان فيما تسمع بأس رفضناه ، وغنيته فقال : ما أرى بأسا ، فخرجت إلى أصحابي ، فأخبرتهم ، فقالوا : وما ذا كان الصوت ؟ فقلت : < شعر > قرّبا مربط النّعامة مني * لقحت حرب وائل عن حيال [1] < / شعر > فقالوا لي : هذا بارد ليست فيه حركة ، فلما رأيت دفعهم إياي ، وأشفقت على الجعل أن يذهب ، رجعت إلى سالم فقلت : يا أبا عمر - جعلني اللَّه فداك - تسمع ، فقال : مالي ولك ؟ فلم أملكه حتى غنيته ، فقال : ما أرى بأسا ، وكان الذي غنيته : < شعر > لم يطيقوا أن ينزلوا ونزلنا * وأخو الحرب من أطاق النزولا [2] < / شعر > فخرجت إلى أصحابي فأخبرتهم فقالوا : هذا بارد ، فرجعت إلى سالم فقلت له : يا أبا عمر - جعلني اللَّه فداك - آخر ، فقال : مالي ولك ؟ فلم أملكه حتى غنيت : < شعر > غيّضن من عبراتهنّ وقلن لي * ما ذا لقيت من الهوى ولقينا [3] < / شعر > فقال سالم : مهلا مهلا ، فقلت له : ما أسكت إلا بذاك السّندي الذي بين
[1] للحارث بن عباد في حماسة البحتري 33 ، والحماسة البصرية 1 / 16 . [2] لم أقف عليه . [3] لجرير ، ديوانه 386 ، وللمعلوط الأسدي في شرح ديوان الحماسة ( م ) 1382 .