سميت قريش قريشا ، لأنهم كانوا يتّجرون ويأخذون ويعطون ، وقال : هو مأخوذ من قولهم : قد قرش الرجل يقرش ، إذا تجر وأخذ وأعطى . وقال آخرون : إنما سميت قريش قريشا بالاقتراش ، وهو : وقع الرماح بعضها على بعض ، قال الشاعر [1] : < شعر > ولمّا دنا الرايات واقترش القنا * وطار مع القوم القلوب الرّواجف < / شعر > وقال الآخر [2] : < شعر > قوارش بالرماح كأنّ فيها * شواطن ينتزعن بها انتزاعا < / شعر > ويقال : قريش مأخوذ من التقريش ، وهو : التحريش ، ويروى بيت الحارث ابن حلزة [3] : < شعر > أيّها الناطق المقرّش عنا * عند عمرو وهل لذاك بقاء < / شعر > وقولهم : ما في البريّة مثل فلان قال أبو بكر : البرية معناها في كلام العرب : الخلق ، قال اللَّه عز وجل : * ( فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) * [4] ، معناه : إلى خالقكم . وقال ابن هرمة [5] : < شعر > وكلّ نفس على سلامتها * يميتها اللَّه ثمّ يبرؤها < / شعر > أي : يخلقها . والبرية تهمز ، ولا تهمز ، فمن همزها أخذها من : برأ اللَّه الخلق ، ومن لم يهمزها قال : هي مأخوذة من : برا اللَّه الخلق ، مبنيّة على ترك الهمز . ويجوز أن تكون مأخوذة من البرى ، وهو : التراب . يقال في مثل من الأمثال : ( بفيه البرى وحمّى خيبرى وشرّ ما يرى فإنه خيسرى ) .
[1] لم أقف عليه . [2] القطامي ، ديوانه 33 . [3] ديوانه 11 وفيه : المرقش عنا . [4] سورة البقرة : آية 54 . [5] ديوانه 52 ( العراق ) 56 ( دمشق ) .