وقولهم : يا خيل اللَّه اركبي وأبشري بالجنة قال أبو بكر : معناه : يا فرسان خيل اللَّه اركبوا وأبشروا بالجنة ، فحذف الفرسان ، وأقيمت الخيل مقامهم ، ثم صرف الفعل إلى الخيل . العرب تقول : ركبت خيل إلى الشام ، يريدون : ركب فرسان الخيل ، قال الأعشى [1] : < شعر > فإذا ما الأكسّ شبّه بالأ * روق يوم الهيجا وقلّ البصاق ركبت منهم إلى الرّوع خيل * غير ميل إذ يخطأ الإيفاق < / شعر > الأكس : القصير الثنايا ، والأورق : طويلها ، والإيفاق : أن يوضع فوق السهم في الوتر ، وإنما يخطأ ذلك من شدّة الفزع والدهش ، وإنما يشبّه الأكسّ بالأروق لأنه يكلح ، فتبدو أسنانه . ومعنى ركبت خيل : ركب فرسان الخيل . قال اللَّه عز وجل : * ( إِذاً لأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وضِعْفَ الْمَماتِ ) * [2] ، فمعناه : ضعف عذاب الحياة ، وضعف عذاب الممات . وقال اللَّه عز وجل : * ( وأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ) * [3] ، يريد : حب العجل . وقال الشاعر [4] : < شعر > وشرّ المنايا ميّت وسط أهله * كهلك الفتى قد أسلم الحيّ حاضره < / شعر > يريد : وشر المنايا ميتة ميّت . وأنشدنا أبو العباس : < شعر > وكيف تصاحب من أصبحت * خلالته كأبي مرحب [5] < / شعر > يريد : كخلالة أبي مرحب . وأنشد الفراء [6] :
[1] ديوانه 144 . [2] سورة الإسراء : آية 75 . [3] سورة البقرة : آية 93 . [4] لم أقف عليه . [5] النابغة الجعدي ، ديوانه 26 . والخلالة ( مثلثة ) : الصداقة . وأبو مرحب : الذئب ، والرجل الحسن الوجه الذي لا باطن له ، وفي المرصع 302 أنه كنية الظل . [6] معاني القرآن 1 / 62 ، والبيت لذي الخرق الطهور ، اسمه قرط ، يصف الذئب كما في نوادر أبي زيد 116 ، ومجالس ثعلب 154 . وبغام الناقة : صوت لا تفصح به . والعناق : الأنثى من -