< شعر > غثاء السّيل يضرح حجرتيه * تجلَّله من الزّبد الجفاء < / شعر > وقال اللَّه عز وجل : * ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً ) * [1] . وقال مجاهد : معناه : يذهب جمودا . وقال أبو عمرو بن العلاء : يقال قد جفأت القدر ، إذا غلت حتى ينضب زبدها ، أو سكنت حتى لم يبق من زبدها شيء . وقال الفراء : الجفاء : ما جفأه الوادي ، أي : رمى به . وقرأ رؤبة بن العجاج : فأمّا الزّبد فيذهب جفالا فمعناه : يذهب قطعا ، يقال : قد جفّلت الريح السحاب ، إذا قطَّعته وذهبت به ، قال الشاعر [2] : < شعر > وإنّ سناء اللئام الغنى * فإن زال صاروا غثاء جفالا < / شعر > وقال اللَّه عز وجل : * ( فَجَعَلَه غُثاءً أَحْوى ) * [3] ، الغثاء : اليابس ، والأحوى : الأسود ، قال نابغة بني شيبان [4] : < شعر > وإنّ أنيابها منها إذا ابتسمت * أحوى اللَّثات شتيت نبته رتل < / شعر > وقال الفراء : يجوز أن يكون هذا من المقدّم والمؤخّر ، فيكون المعنى : والذي أخرج المرعى أحوى ، أي : أخضر ، فجعله بعد خضرته غثاء ، أي : يابسا . وقولهم : خراب يباب قال أبو بكر : اليباب عند العرب : الذي ليس فيه أحد ، قال عمر بن أبي ربيعة [5] : < شعر > ما على الرسم بالبليّين لو ب * يّن رجع السلام أو لو أجابا فإلى قصر ذي العشيرة فالصّا * لف أمسى من الأنيس يبابا < / شعر > معناه : خاليا لا أحد فيه .
[1] سورة الرعد : آية 17 . [2] لم أقف عليه . [3] سورة الأعلى : آية 5 . [4] ديوانه 94 وفيه : وزان أنيابها . والشتيت : الأفلج . والرتل : الحسن التنضيد المستوي النبات . [5] ديوانه 410 ، والبليان وذو العشيرة : موضعان ، والصالف : الجبل .