هذا التوهم . قال اللَّه تعالى : * ( وقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً ) * [1] . ثم قال بعد : * ( بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً ) * [2] ، فأتى بها بعد الجحد ، والمعنى : بل من كسب سيئة . وفي نعم لغتان : نعم بفتح العين ، ونعم بكسر العين . قرأ الكسائي وغيره : قالوا نعم ، وروى قتادة عن رجل من خثعم قال : ( دفعت إلى رسول اللَّه وهو بمنى فقلت له : أنت تزعم أنك نبيّ فقال : نعم ) ، وكسر العين . وقال رجل لأبي وائل شقيق بن سلمة : أشهدت صفّين ؟ فقال : نعم وبئست الصّفّون . وقال رجل لأبي وائل : أسمعت عبد اللَّه بن مسعود يقول : ( من شهد أنه مؤمن فليشهد أنّه في الجنة ) ؟ قال : نعم ، وكسر العين . وقال بعض ولد الزبير : ( ما كنت أسمع أشياخ قريش يقولون إلَّا نعم ) بكسر العين . وقال أبو عثمان الهندي : ( أمرنا عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه فقلنا : نعم ، فقال : لا تقولوا نعم ولكن قولوا : نعم ) ، بكسر العين . وقال بعض العرب : كان أبي إذا سمع رجلا يقول : نعم ، قال : نعم وشاء ، إنما هي نعم بكسر العين . وقال الشاعر في اللغتين جميعا : < شعر > دعاني عبد اللَّه نفسي فداؤه * فيالك من داع دعانا نعم نعم [3] < / شعر > وقولهم : القوم خول فلان قال أبو بكر : معناه : القوم أتباعه . وواحد الخول : خائل . قال الفراء : يقال : فلان يخول على عياله ، أي : يرعى عليهم ، وقال : الخول : الرّعاة . وقال غير الفراء : خول الرجل : الذين يملك أمرهم ، وقال : هو من قولهم : خوّلك اللَّه مال فلان ، أي : ملَّكك إيّاه .
[1] سورة البقرة : آية 80 . [2] سورة البقرة : آية 80 . [3] بلا عزو في منثور الفوائد ق 8 ب .