وفيها لغات . يقال : قام القوم حاشا عبد اللَّه بالنصب ، وحاشا عبد اللَّه بالخفض ، وحاشا لعبد اللَّه ، وحشا عبد اللَّه . أنشد الفراء [1] : < شعر > حشا رهط النبيّ فإنّ منهم * بحورا لا تكدّرها الدّلاء [2] < / شعر > وقال الفراء : من نصب عبد اللَّه ، نصبه بحاشا ، لأنه مأخوذ من حاشيت أحاشي ، ومن خفض عبد اللَّه ، كان له مذهبان ؛ أحدهما : أن يقول خفضته بإضمار اللام ، لكثرة صحبتها حاشا كأنها ظاهرة ، والوجه الآخر : أن تقول : أضفت حاشا إلى عبد اللَّه ، لأنه أشبه الاسم لَّما لم يأت معه فاعل . ومعنى قول النابغة : عن الفند : عن السفه والجهل . قال اللَّه عز وجل : * ( لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) * [3] ، فمعناه : تسفّهون وتجهلون . قال جرير [4] : < شعر > يا صاحبيّ دعا الملامة واقصدا * طال الهوى وأطلتما التّفنيدا < / شعر > وقال الآخر : < شعر > لا سنة في طوال الدهر تأخذه * ولا ينام ولا في أمره فند [5] < / شعر > وقولهم : فلان يستنّ قال أبو بكر : معناه : يمضي على أي أمر شاء لا يردعه عنه رادع ، ولا يزجره عنه زاجر . والسّنن عند العرب : الطريق والمذهب . قال الشاعر [6] : < شعر > ألا قاتل اللَّه الهوى ما أشدّه * وأصرعه للمرء وهو جليد دعاني إلى ما يشتهي فأجبته فأصبح بي يستنّ حيث يريد < / شعر > وقال الفراء : ملك الطريق وملكه : وجهه ، وأنشد :
[1] اللسان ( حشا ) . [2] بلا عزو في اللسان ( حشا ) . [3] سورة يوسف : آية 94 . [4] ديوانه 337 . [5] لم أقف عليه . [6] يزيد بن الطثرية ، شعره : 30 .