وكذلك قولهم : ما له دار ولا عقار ، يقصد به : قصد الإخبار عن قلة ذات اليد . وفي العقار قولان . يقال : العقار : متاع البيت ، ويقال : العقار : النخل . وقولهم : فلان خليل فلان قال أبو بكر : معناه : صديقه . والخليل : فعيل من الخلَّة ، والخلَّة : المودة . وقال بعض أهل اللغة : الخليل : المحبّ ، والمحبّ : الذي ليس في محبته نقص ولا خلل ، قال اللَّه عز وجل : * ( واتَّخَذَ الله إِبْراهِيمَ خَلِيلًا ) * [1] ، فمعناه : أنه كان يحب اللَّه ، ويحبه اللَّه محبة لا نقص فيها ولا خلل . ويقال : الخليل : الفقير ، من الخلة ، والخلة : الفقر ، قال زهير [2] : < شعر > وإن أتاه خليل يوم مسألة * يقول لا غائب مالي ولا حرم < / شعر > أراد : وإن أتاه فقير . ويقال : معنى قوله عز وجل : * ( واتَّخَذَ الله إِبْراهِيمَ خَلِيلًا ) * : فقيرا إليه ، ينزل فقره وفاقته به ، ولا ينزل ذلك بغيره . وقال الفراء : يقال : السبب في هذا : أن إبراهيم عليه السّلام كان يقري الأضياف ، ويطعم الطعام ، فأصاب الناس عام جدب ، فوجّه إبراهيم عليه السّلام إلى خليل له بمصر تأتيه الميرة من عنده ، فوجّه إليه غلمانه معهم الإبل والغرائر ، فلما انتهوا إليه وخبروه برسالة إبراهيم ، قال : إن إبراهيم لا يريد هذه لنفسه ، وإنما يريده لغيره ، فردهم أصفارا ، فانصرفوا مهمومين مغمومين ، واستحيوا أن يردوا الإبل والغرائر إلى إبراهيم عليه السّلام فارغة ، فمروا ببطحاء لينة فملؤوا الغرائر منها ودخلوا على إبراهيم ، فأخبروه بالخبر وامرأته نائمة ، فوقع عليه النوم همّا وغمّا ثم انتبهت امرأته ، فسمعت ضحة الناس على الباب ينتظرون الطعام ، فقالت لهم : ادخلوا وافتحوا الغرائر واختبزوا ، ففتحوا الغرائر فوجدوا أجود دقيق وأحسنه فاختبزوا . وانتبه إبراهيم فشم رائحة الخبز ، فقال : من أين هذا ؟ فقالت امرأته : من عند خليلك المصري ، فقال : ليس هو من عند خليلي